ليس أجمل ولا أهم من احتضان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – لأبنائه الرياضيين من مختلف الأندية والألعاب والاتحادات وتخصيص جزء من وقته الثمين ليعبر لهم - من القلب للقلب - عن مدى أهمية رسالة الرياضة وقيمها ومبادئها في بث حضارة المجتمعات، ومدى شغف النشء بها وتعلق الشباب بالنجوم وتقليدهم.
ومن جانبنا في مواقعنا الإعلامية مهما تحدثنا وفندنا مثل هذه المناسبات التاريخية لن نفي هذا اللقاء حقه، لكننا نتطلع إلى أن يكون الجميع وفي مقدمتهم المسؤولون في رعاية الشباب والاتحادات والأندية واللاعبين والمدربين والإداريين، على قدر من تحمل المسؤولية. والأكيد أن الإعلاميين ووسائل الإعلام عليهم مسؤولية مضاعفة في انتقاء العبارات النقدية والعمل بمهنية وتغليب أخلاقيات المهنة والحد ممن يوغلون في التعصب ويبحثون عن الشهرة والشو على حساب الوطن.
وفي هذا المقام أقف اليوم مع مقطع من حديث الوالد القائد الحازم – أيده الله ونصره – وهذا نصه: الشباب سفراء لبلدهم ومجتمعهم، وعليهم مسؤولية كبيرة، فالنشء يتابعهم ويتأثر بهم، وعليهم أن يكونوا قدوة حسنة لهم، ويجب أن تعكس الرياضة أخلاق المسلم، والتنافس يجب أن تحكمه قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا التي تنبذ التعصب والتنافر بين أبناء الوطن الواحد وبما يعزز الولاء والانتماء للوطن، فوطنكم محسود على نعم كثيرة حباه الله بها، ومنها التماسك والتلاحم في وجه كل من أراد به السوء.
وفي حرص الملك سلمان على استقبال أبنائه الرياضيين ومصافحتهم والحديث إليهم بشكل مباشر الكثير من المعاني القيمة والرسائل الصريحة لدرء مخاطر ما اتجهت إليه الرياضة من تراجع على الصعد كافة في الميدان وخارجه.
ونحن نعي جيدا مدى المتابعة القوية والمركزة من الأشقاء العرب وحرص القنوات الخليجية على منح الرياضة السعودية مساحة رحبة في تقصي ما خلف الكواليس. وكذلك مدى ما تدره من عوائد مالية قد ينتفع منها من ليس لهم علاقة بالمصلحة العامة للوطن.
وهنا أستشهد بتأكيد الملك سلمان على أن الشباب سفراء لبلدهم ومجتمعهم وهذا من صميم عمل القياديين الرياضيين في تثقيف اللاعبين والإداريين حينما يمثلون المملكة العربية السعودية خارجيا بأن يعكسوا الصورة الحسنة وأن يكونوا في مستوى تمثيل الوطن، مثلما شدد الملك سلمان: عليهم أن يكونوا قدوة حسنة ويجب أن تعكس الرياضة أخلاق المسلم. ومن هذا المنبر نطالب المعنيين في قيادة الرياضة بتفعيل البرامج التوعوية والتثقيفية.
ويضيف قائدنا الحازم التنافس يجب أن تحكمه قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا التي تنبذ التعصب والتنافر. وهذه رسالة مباشرة وصريحة ووافية مفعمة بالود والمحبة والأبوة، فالتعصب بلغ مداه وتجاوز إلى ما يؤدي إلى التنافر والتباغض والتقاتل، إلى درجة إقامة الأفراح والولائم بهزيمة المنافس من فرق غير سعودية، وتطور الأمر إلى تحديات تنافسية في السخرية والنكت وبما يصل البذاءة، وهنا نعيد التأكيد على أهمية التوعية والتثقيف من لدن مختصين في مناسبات تحظى باهتمام الملايين وخصوصا ما ينقل منها فضائيا ويتفاعل معها رواد التقنية.
ولست هنا بالمحجر على من يتمازحون أو يفرحون بمنجزاتهم دون إساءة، أبدا فالرياضة مجالها رحب في الترفيه والفوائد البدنية والصحية.
ومثل هذه المظاهر المسيئة تدخل في نطاق عدم تقدير النعمة التي تفقدها مجتمعات أخرى وتتمنى جزءا يسيرا منها، وهو ما أشار إليه الوالد القائد الملك سلمان بقوله: وطنكم محسود على نعم كثيرة.
ياترى، هل نعي توجيهات والدنا وقائدنا - حفظه الله ونصره – وكيف نفعلها على أرض الواقع بما يعيدنا إلى جادة الصواب؟