هل يمكن أن تحضر وتستمتع بعرضٍ مسرحي في بلد يتحدث أهلها لغة غير شهيرة كما هو الحال في كوريا الجنوبية؟ هذا بالفعل ما استطاع فريق مسرحية مطبخ نانتا تحقيقه بنجاحٍ منقطع النظير!
تتمحور قصة المسرحية حول ثلاثة طهاة يسابقون الزمن لإعداد وليمة زفاف خلال فترة قصيرة، في ظل محاولة مدير المطعم تثبيت ابن أخيه غير الكفء كأحد طهاة المطعم.
هذا العرض المسرحي المتلاحق استطاع تجاوز معضلة اللغة باعتماده أسلوب فن التمثيل الإيحائي ومشاركة الجمهور التفاعلية، وكذلك احتوائه على كثير من الألعاب البهلوانية وخدع خفة اليد، وشيء من الكوميديا الخفيفة، والرائع في الأمر أنها مغلفة بأشهر أنواع موسيقى الفلكلور الكوري: سامول نوري، والتي يفترض أن تؤدى بالأدوات الموسيقية التقليدية الكورية، ولكنها عوضاً عن ذلك تؤدى بواسطة أدوات المطبخ نفسه: كألواح التقطيع وعلب المياه وحتى السكاكين والمغارف! بالطبع كل هذا من دون أن ينبس أحد الممثلين ببنت شفة!
والحقيقة أنك تدرك كثيرا عن الثقافة الكورية وسط هذه الأجواء الفكاهية والقفشات السريعة، ناهيك عن قضاء وقت ممتعٍ ولطيف، هذا النجاح الذي بدأ منذ العرض الأول عام 1997، توسع بشكل هائل، لتسجل أنها المسرحية الكورية الوحيدة التي لا تزال تعرض منذ 18 عاما، كما أن ستارتها ترفع على ثلاثة مسارح في العاصمة الكورية وآخر بجزيرة جيجو في آن واحد، بل إنها تجاوزت الحدود إلى العالم أجمع لتسجل عرضها في 285 مدينة، منها جدة والرياض والدمام! بجمهورٍ فاق المليوني شخص! كما أنها حققت السبق بكونها أول مسرحية آسيوية تؤدى على خشبات مسارح برودوي في نيويورك.
مطبخ نانتا تطورت وظهرت منها نسخ قصيرة تتراوح ما بين الخمس دقائق إلى النصف ساعة، لعرضها بشكل سريع حسب الظروف المتاحة، والأهم منذ ذلك أنها تحوّلت هي بحد ذاتها إلى مصدرٍ جذب سياحي لكوريا بأسلوب بسيط ومبتكر.