أدت حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تستنكر وضع تمثال مشوه للملكة نفرتيتي في مدخل مدينة سمالوط بمحافظة المنيا الجنوبية إلى قرار وزاري لاستبدال التمثال المشوه ووضع تمثال بمقاييس فن النحت الفرعوني.
ولم يدافع منفذو التمثال عنه وهو يحاكي رأس نفرتيتي الذي يعود إلى نحو 3400 عام وعثر عليه أثريون ألمان برئاسة لودفيج بورخارت في السادس من ديسمبر 1912 بمنطقة تل العمارنة محافظة المنيا موقع مدينة أخيتاتون التي أنشأها الملك اخناتون زوج نفرتيتي عاصمة لمصر بعد توليه الحكم عام 1379 قبل الميلاد.
ويرى تشكيليون أن رأس تمثال نفرتيتي بألوانه وخطوطه وما يمثله من كبرياء وحساسية من أروع قطع النحت لامرأة في تاريخ فن النحت.
وقال وزير الثقافة المصري عبدالواحد النبوي في بيان أول من أمس إنه كلف قطاع الفنون التشكيلية وجهاز التنسيق الحضاري باستبدال تمثال نفرتيتي المشوه بعد اتصاله هاتفيا بصلاح زيادة محافظ المنيا لرفع التمثال وتجميل المنطقة التي سيوضع بها تمثال جديد بمقاييس تتوافق وجماليات الفن المصري القديم.
وكانت مصر في 24 يناير 2011 طلبت رسميا من ألمانيا استعادة تمثال نفرتيتي الموجود في متحف برلين واحتجت بوقوع ما اعتبرته تمويها من جانب بورخارت ليكون التمثال من نصيب بلاده حيث زعم أنه تمثال من الجبس لأميرة ملكية.
وقال المجلس الأعلى للآثار آنذاك إن مصر لم تكف عن طلب استعادة التمثال منذ رسالة من الملك فاروق يوم 14 أبريل 1946.
وفي اليوم التالي 25 يناير 2011 أعلنت مؤسسة التراث البروسي الثقافي المشرفة على المتاحف الألمانية رفض طلب مصر استعادة تمثال نفرتيتي الذي يجتذب أكثر من مليون مشاهد سنويا في متحف برلين. وقال هيرمان باتسنجر رئيس المؤسسة آنذاك في بيان موقف المؤسسة بشأن عودة نفرتيتي لم يتغير، هي لا تزال سفيرة مصر في برلين.
وبعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في ذلك اليوم وتصاعد وتيرتها طوال 18 يوما تمت الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك ولم تثر قضية تمثال نفرتيتي رغم استحداث وزارة للآثار بمصر ثم عاد التمثال الأصلي إلى صدارة الاهتمام في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التمثال المشوه.
ومن بين الانتقادات للتمثال وصفه نقيب التشكيليين حمدي أبو المعاطي وهو رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة بأنه مسخ للفن المصري القديم.