جدة: نجلاء الحربي

تعدّ أسواق جدة القديمة في المنطقة التاريخية من أهم الإمكان التي يقصدها أهالي جدة في شهر رمضان ويبدأ الاستعداد لهذا الشهر في تلك الأسواق منذ أوقات مبكرة فيكثر مرتادو تلك الأسواق من أجل تأمين احتياجات الشهر من المواد الغذائية والبهارات والأدوات المنزلية، ومستلزمات رمضان الأخرى.
ويحرص أهالي جدة على زيارة المنطقة التاريخية والتمتع بأجواء الأسواق الشعبية بشهر رمضان لما تتميز به من وجهة حضارية وجزء مهم من الهوية الثقافية والحضارية لمدينة جدة، ومن بين تلك الأسواق سوق الندى، قابل، باب شريف، باب مكة، وسوق العلوي.
ويعتبر سوق العلوي من الأسواق الشعبية القديمة في منطقة البلد الذي اشتهرت بالمعالم التاريخية كمبني النورية القديمة وبيت عاشور وبيت نصيف فهم من أشهر من سكن جدة التاريخية إلى جانب أنه يضم السوق عددا كبيرا من المحلات التي أكسبته طابعا تجاريا واجتماعيا، وذلك بالحركة الدائمة من زوار جدة وسكانها فيكثر الإقبال من قبل المستهلكين على دكاكين العطارة وبيع الخردوات والأقمشة والمسابح، وكذلك بيع المواد الغذائية والمفارش الممدة على جانبي السوق.
ويقول الكاتب والمؤلف محمد يوسف طرابلسي صاحب كتاب جدة حكاية مدينة، إن سوق العلوي يمتد من نهاية شارع قابل حتى باب مكة شرقا وهو سوق مكشوف تكثر به دكاكين العطارين والمقاهي والأغذية والملابس الجاهزة المعتدلة الأسعار ومن أشهر معالم هذا السوق بيت نصيف، وبيت عاشور وغيرهما، موضحا أن السوق له باع تاريخي قديم وفي شهر رمضان تجد أهالي جدة يقبلون عليه من أجل شراء مستلزمات رمضان أو التمتع بأجواء السوق الشعبي الذي لا زال يحتفظ بالكثير من ملامحه القديمة ويتفرع منه أزقة عدة إلى داخل الحارات القديمة بمنازلها المطلة على تلك الأزقة وتجد ممرات السوق في شهر رمضان تتزين بالمصابيح واللوحات التي تستقبل الزوار وبالترحيب.
من جهته، يري البائع بسوق العلوي عبدالصمد آدم أبرز ما يميز السوق في شهر رمضان وجود البسطات المتفرقة التي تبيع البليلة والكبد والأكلات الشعبية القديمة، فيجد الزائر لسوق أجواء رمضانية يسودها الطابع الشعبي الحجازي وترتفع أصوات الأهازيج الحجازية من البائعين فتكسب أجواء السوق رونقا وجمالا وعشقا للحنين للماضي، موضحا أن هناك من يفضل زيارة السوق لشراء المواد الغذائية كذلك شراء الأكلات الشعبية من قبل أصحاب البسطات المنتشرة في السوق، وما يميز المحلات في داخله السلع القديمة وكذلك الحديثة مما زد الإقبال عليه من قبل المستهلكين من كل أنحاء جدة وهو محطة لجذب الزوار للوقوف عليها في الشهر الفضيل والتمتع بالأجواء الرمضانية الممتزجة بالمصابيح واللوحات الترحيبية، ما أعطى الشارع نبضا بالحياة في ليالي رمضان.
ويشتهر سوق العلوي في شهر رمضان بوجود الفرق الشعبية المرافقة لمهرجان جدة التاريخي الذي يقام للمرة الثانية في منطقة البلد ويغطي كل الأسواق الشعبية في تلك المنطقة. ويعتبر مهرجان رمضاننا كذا 2 من المهرجانات التي تكسب المنطقة التاريخية في شهر رمضان رونقا خاصا، إلى جانب إحياء بعض العادات والتقاليد التي كان عليها أهالي جدة التاريخية عن طريق الفرق الموزعة بين سوق العلوي والندى وباب مكة وشارع قابل والأماكن المختلفة التي خصصها القائمين على المهرجان في المنطقة من أجل إحياء الكثير مما اندثر من عادات وأعطى كل زائر من خارج مدينة جدة فكرة شاملة لجميع ما يتميز به سكان جدة منذ أكثر من 90 عاما من عادات وتقاليد وطرق لاستقبال ليالي رمضان.