عبدالله الفوزان

 لدي قناعة مطلقة بأن العنف والحقد والكراهية ثقافة تتولد لدى ا?نسان حين يفتقد الحب والعطف والحنان في البيئة المحيطة سواء في البيت أو المدرسة أو في المسجد وفي المجتمع بشكل عام، فإنه يصبح قابلا للاختطاف في مشاعره، ومهيأ لتبني ثقافة العنف والحقد والكراهية.
إنه يراقب تعامل والديه مع بعضهما ومعه شخصيا ويراقب تعامل المعلم معه ومع بقية زملائه ويراقب معاملة خطيب المسجد وجماعة المسجد مع بعضهم بعضا ويراقب تعامل الناس مع بعضهم بعضا في ا?ماكن العامة، فتتشكل مشاعره بحسب ما يراه أمام ناظريه وبحسب خبراته الشخصية مع المحيطين به في كل مكان. فإن وجد الحب والتقدير والاحترام سائدين في محيطه تشرب ثقافة الحب وإن وجد العكس تشرب ثقافة الحقد والكراهية والعنف.
نحن اليوم نعيش في عالم تسوده ثقافة العنف ولقد أسهمت وسائل ا?علام ومضامين ا?لعاب الكمبيوترية في نشر هذه الثقافة على نطاق واسع، ناهيكم عن تولي الخدم تربية أطفالنا منذ نعومة أظفارهم فيفتقدون لحنان ا?م وعطف ا?ب وربما يتعرضون للعنف والقسوة من بعض هؤلاء الخدم فيخرج لنا جيل من المحرومين من العاطفة، ويتلقون ثقافات مغايرة لثقافتنا المحلية ثم نلومهم ولا نلوم أنفسنا.
كذلك لا بد من أنسنة خطابنا الثقافي ليؤكد على مظاهر الحب والتراحم وتمني الخير والهداية للغير والدعوة إلى أن يعم السلام والاستقرار هذا العالم، إضافة إلى ا?سهام في نشر هذه الثقافة السلمية بالقول والعمل.
فالقرآن الكريم وا?حاديث النبوية وسيرة نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وسيرة الخلفاء الراشدين والصحابة رضي الله عنهم مليئة بمظاهر الحب والرحمة والتعاطف حتى مع غير المسلمين فما بالكم فيما بين المسلمين أنفسهم.
إن ما نراه اليوم من إرهاب وعنف واقتتال يسود عالم اليوم لا يمكن مواجهته إلا بنشر ثقافة الحب والتعايش وقبول ا?خر.. فهل نحن فاعلون؟