يمكن أن تربح فجأة عشرات الملايين من الريالات، فقد ترث قريباً مجهولاً لم تسمع به أبداً، أو قد تصاب بالصدمة حينما تحصل على 18 مليون يورو وأكثر؛ كتلك التي ربحتها جوسلين في الرواية الأخيرة للفرنسي جريجوار دولاكور.
والمثير هنا أنك سوف تبدأ على الفور بكتابة لائحة طويلة من الرغبات: شراء سيارة فاخرة، رحلة سياحية على الدرجة الأولى، استبدال أثاث المنزل، ربما استبدال المنزل نفسه! والكثير من الرغبات والأماني، التي قد تعتقد لوهلة أن المال وحده سوف يجعلك تحقق بهجة الحصول عليها.
ولكن هل المال وحده يستطيع تحقيق السعادة المنشودة لنا؟ وإسعاد من نحب بكل سهولة؟ أم أن وجود مثل هذا المال المفاجئ سوف يقودنا إلى التعاسة، أم أن هذا المال سيكون بداية حقبة من الحياة السهلة والمريحة، خصوصاً بعد أن يتغيّر تعامل الجميع من حولنا، العجيب في الأمر أن جوسلين تريثت في الأمر ولم تستعجل إخبار عائلتها، وبالذات زوجها بنبأ هذه الثروة الضخمة، بل بدأت بكتابة رغباتها الشخصية، ثم توسعت بجمع رغبات من تحب، وهناك فقط أدركت أن القيمة الحقيقية للأمور الجوهرية في الحياة لا تقدر بثمن.
هناك في رواية لائحة رغباتي تعرضت للخيانة والسرقة ممن تحب، والأغرب من ذلك أنها لم تفعل شيئاً لأنها أدركت بوضوح أن تلك الأموال قد تعرّض صاحبها للأذى أكثر مما قد تقود إلى السعادة.
منذ زمن طويل لم أقرأ رواية فلسفية كما وجدت لائحة رغباتي، والتي وإن كانت قصة غير حقيقية لكنها مسكونة بشخصيات مؤثرة، وقصة تدعونا لإعادة النظر بلائحة رغباتنا من جديد، دون أن أغفل تلكم الحكمة التي صاغها المؤلف على لسان بطلته حينما قالت: السعادة هي استمرار المرء بالرغبة بما لديه، وبالطبع حينما يفقد الإنسان الرغبة في تحقيق الأشياء أو تجربة الجديد سوف يفقد روح الحياة نفسها.