صناعة النجم من أهم مقومات بقاء وازدهار فنون السينما والتلفزيون، ولذلك نجد أن مؤسسات صناعة الأفلام تبحث عن الشخصية المناسبة للصناعة الجماهيرية من خلال مواصفات معينة جسدية ونفسية وسلوكية، لكي تحقق من ورائها مكاسب مالية ضخمة.
ولأن إعلامنا العربي مجرد مقلد وناسخ لكل شاردة وواردة في الإعلام الغربي، نراه يحاول ببؤس صناعة نجومه من الفنانين ولاعبي الكرة وحتى السياسيين، خصوصا في ظل سيطرة الصراعات السياسية على العالم العربي وتوزعها في كل مكان بشكل غير مسبوق.
 لكن الخطأ هذا الذي تقع فيه الكثير من وسائل الإعلام العربية هو أنها توكل العملية برمتها لأشخاص ضعيفي المهنية لدرجة تجعل أساليبهم في صناعة النجم تبدو مثيرة للسخرية إلى حد كبير في كثير من تفاصيلها، لأن أسلوب التنفيذ بدائي قد يصلح لزمن الستينات الميلادية مثلا، ولا يمكن تطبيقه في عصر تويتر، مما يؤدي إلى نتائج عكسية جدا، فبدلا من صناعة شخصية إعلامية واجتماعية وسياسية تثير الاهتمام وتجذب لها المعجبين والأتباع، يبدأ الجميع في التشكيك في أهمية وقدرات الشخصية المعنية.
للحق أن بعض تلك الشخصيات التي تظهر على وسائل الإعلام العربية للتجييش أو الردح، أصبحت مثار سخرية، بسبب أسلوب صناعتها الرديء، بل إنها لا تبعد كثيرا عن الشخصيات الكرتونية التي يشاهدها أطفالنا صباح مساء على فضائيات لا هم ها سوى شراء وترجمة ما تلفظه أرشيفات القنوات  الفضائية الأجنبية.
أما أسلوب التقاط حركات أو كلمات النجم وتوظيفها إعلاميا لأجل إبرازه وإبراز مواهبه فإنها هي الأخرى أسوأ في أسلوب التنفيذ الدعائي، من أن يصدقها شاب يعيش يومه وسط وسائل التواصل الاجتماعي التي يقرأ فيها كل الأفكار ويشارك في نقاشات حرة ليس لها قيود ويشارك فيها كل طبقات المجتمع.
ختاما.. إعلامنا يحتاج إلى نظرة واقعية لطريقة تفكير المجتمع، والإيمان بتطور العقول والمفاهيم قبل أن نحاول ممارسة صناعة النجم التي قد تتحول إلى تدمير كامل له حتى وإن كان نجما حقيقيا.