الاختلافات في بعض المساجد الصغيرة تتمثل في عدم توافق جماعة المسجد على مستوى صوت الإذاعة سواء داخل المسجد أو خارجه، فهناك من يرى أن الإذاعة الخارجية يجب أن يكون مستواها مرتفعا لكي يصل الأذان، والإقامة لجميع جماعة المسجد، وهناك من يرى غير ذلك
في كثير من مساجد الأحياء - خاصة الصغير منها- تبرز بين الحين والآخر بعض الخلافات بين المصلين فيما يتعلق ببعض الأمور اليسيرة التي لا تستحق أن تصل إلى درجة الخلاف، وجميع الخلافات التي نشاهدها، ونسمعها بشكل مستمر لا تخرج عن كونها خلافات تتعلق ببعض الجوانب التنظيمية، سواء فيما يتعلق بوقت إقامة الصلاة، أو درجة التبريد، أو التدفئة في المساجد، أو إذاعة المسجد، ودرجة صوتها؛ فكثيرا ما نسمع أن بعض المصلين- وقد يكون عددا محدودا منهم - يعتبون على المؤذن، أو الإمام فيما يتعلق بتوقيت إقامة الصلاة، ويرون أن هناك تسرع، أو استعجال في الإقامة مع أن هناك مراعاة لوقت إقامة الصلاة عند كل من المؤذن، أو الإمام، وتتم إقامة الصلوات حسب الوقت المتعارف عليه بين الأذان والإقامة في جميع المساجد.
ويرى بعض هؤلاء المصلين أنه من الضروري الانتظار وقتا أطول بعد إقامة الصلاة في أغلب المساجد المحيطة، وقد يعود السبب في ذلك لأنهم يأتون للصلاة متأخرين، ويرون أنه على جماعة المسجد أن تنتظرهم، وهنا أرى أنه من الضروري أن تقام الصلاة في وقتها المحدد، ولا يتم انتظار بعض الأفراد، أو الاستجابة لمطالبهم، ولا تتم مكافآتهم على تأخرهم بالانتظار.
كما أن بعض المتأخرين، أو من يطالب بتأخير وقت إقامة الصلاة يحاول تغطية تأخيره بأن هناك استعجالا في إقامة الصلاة، والواقع غير ذلك.
أما نقطة الخلاف الأخرى بين بعض المصلين فتتمثل في أن بعضهم لا يفضل تشغيل أجهزة التكييف أثناء الصلاة، وقد يعمد بعضهم إلى إغلاق هذه الأجهزة بعد إقامة الصلاة بالرغم من معاناة المصلين من شدة الحرارة في الصيف، أو من شدة البرودة في فصل الشتاء؛ حتى إن كثيرا من هذه المساجد تعمد القائمون عليها حجب مفاتيح التحكم في أجهزة التكييف حتى لا يتم إغلاقها، أو العبث في مستوى درجات الحرارة، أو سرعة هذه الأجهزة، وهنا أعتقد أنه من الضروري أن تكون درجات الحرارة في المساجد في المستوى المقبول، وغير المتطرف سواء بشدة البرودة، أو الحرارة وألا يتدخل بعض المصلين في هذا الجانب الذي هو من مهام القائمين على المسجد.
كما تعاني بعض المساجد الصغيرة من كثرة حركة ولعب الأطفال صغار السن الذين يحضرون لهذه المساجد من المنازل المجاورة وبعيدا عن مراقبة أولياء أمورهم، ويرى بعض المصلين أن وجود الأطفال في المساجد يزعجهم، بينما يرى البعض الآخر أنه من الضروري حضور الأطفال إلى المساجد ليتعودوا على الصلاة، وهنا أرى أن أولياء الأمور مسؤولون عن حضور أبنائهم للمساجد، والصلاة مع الجماعة من دون أن يكونوا مصدرا للإزعاج، ولا يؤثر حضورهم على صلاة جماعة المسجد، ومن يخالف من هؤلاء الأطفال في المسجد يتم تنبيهه، ومحاورته بالمنطق، وتوجيهه من قبل آبائهم فيما يتعلق بآداب الخروج للمسجد، والصلاة.
الجانب الآخر من الاختلافات في بعض المساجد الصغيرة يتمثل في عدم توافق جماعة المسجد على مستوى صوت الإذاعة سواء داخل المسجد، أو خارجه، فهناك من يرى أن الإذاعة الخارجية يجب أن يكون مستواها مرتفعا لكي يصل الأذان، والإقامة لجميع جماعة المسجد، وهناك من يرى غير ذلك، وبعض المصلين يرى أن الإذاعة الداخلية تكون مصدر تشويش على المصلين من خلال ارتفاع مستوى الصوت فيها بدرجة كبيرة، وهنا أرى أن التوسط في الأمور مطلوب، فلا مستوى عاليا للإذاعة الخارجية أو الداخلية بحيث تخرج عن المستوى المقبول، ولا تكون منخفضة بدرجة كبيرة لا يسمعها جماعة المسجد بشكل واضح، ومسموع.
وهنا أوجه رسالة لجماعة المساجد التي يحدث فيها مثل هذه الخلافات الشكلية ألا يخسروا فضل الجماعة من خلال المناقشة غير المفيدة، والتي يغلب عليها العتب غير المبرر، ويجب على كل شخص أن يقف مع نفسه وقفة جادة، ويسألها هل يستحق الخلاف على هذه الجوانب الهامشية أن نخسر بعضنا.