مؤلمة حقا جملة الأخبار التي تترصدنا كل صباح، تلك التي تبدأ بجملة اعتداء على موظف أثناء أداء عمله! الجملة السابقة تشغل يوميا حيزا ثابتا في وسائل الإعلام لدينا كأخبار الطقس والمناخ تماما! فمن معلم ملقى على الأرض إلى رجل حسبة مطعون، وليس انتهاء بموظف أمن مصاب بطلق ناري! وهو الأمر الذي يعطي كثيرا من الدلالات التي ليس أقلها عدم إقرار وتفعيل عقوبة مغلظة تجعل المعتدي يتراجع مبكرا عن الإقدام على مثل تلك الجريمة!
اليوم أصبح لزاما سن مثل هذه العقوبات المغلظة، وإبرازها بشكل واضح وتفعيل دور التوعية بأن الاعتداء على موظف يمثل أكثر من جرم واحد، وحين أقول اليوم فلأن عدد الضحايا في ازدياد مضطرد، فخلال الشهر الماضي فقط نشرت وسائل الإعلام المختلفة أكثر من عشر حالات مشابهة، تنوعت فيها أشكال الاعتداءات وتباينت فيها أشكال الإصابات، ليس آخرها جريمة طعن موظف في أمانة محافظة جدة، وليس منتهاها الاعتداء على معلم محافظة العيدابي الذي ما زال يتلقى العلاج، ولن يكون ختامها حادثة التهجم التي فقد معها أحد موظفي صحة بيشة أحد أسنانه!    
وكعادة مثل هذه الجرائم فسيعرف المجتمع كل تفاصيل الجريمة الشنيعة وعدد الضحايا والجغرافيا والتاريخ والأداة المستخدمة فيها، إلا أن أحدهم لن يعرف لاحقا العقوبة المقررة على الجاني وهو الأمر الذي يحول القضية برمتها إلى فيلم أكشن يومي ليس إلا!
في تقديري أننا نتأخر كثيرا حين لا نفعّل عقوبة الاعتداء على الموظف أيا كان أثناء أدائه عمله، فنحن بهذا التأخر نقرب الاعتداءات الفردية لتصبح ظاهرة تهدد حياة موظفي الصفوف الأمامية التي تتعامل مع الجمهور خصوصا، ونجعل مبدأ أخذ الحق باليد متاحا بعد أول اختلاف لوجهات النظر!
اليوم ومهما كانت تبريرات المعتدين ومهما كان التحفظ على الأنظمة، إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصل الأمر إلى الاعتداء والقتل، اليوم يجب الإدانة بصوت مسموع لمثل هذه الجرائم، ثم إيقاع العقوبات المغلظة بحق مرتكبيها.