الذين عاصروا بدايات خالد عبدالرحمن، أمثالي، منذ ألبومه صارحيني، يدركون أن هناك عاملين رئيسين في جماهيرية خالد عبدالرحمن الطاغية والمثيرة للجدل آنذاك.
العامل الأول، أن سمة خالد عبدالرحمن الفنية ولونه الغنائي، كانا واضحين ومميزين، في وسط يعج بالأغنية الشعبية، ذات النمط التطريبي الشعبي، بينما كانت أغنية خالد عبدالرحمن، وسط هذا التشابه الشعبي المتقارب في اللحن بالذات، تخرج على استحياء، إلى فضاء أغنية الكوبليهات اللحنية المتمايزة والمتنوعة، وكأنما كان ذلك، محاولة منه لكسر هذا الإرث اللحني الطويل الثابت في الأغنية الشعبية.
ثاني عامل، وليس لخالد دور فيه، هو أن خالد عبدالرحمن كان كاسرا للصورة الذهنية للفنان الشعبي الذي لا يكون وسيما في الغالب، ولا مميزا في الأناقة، فجاء خالد عبدالرحمن بوسامته، ليكسر كل سائد في أرقام التوزيع، منذ زمن الكاسيت، بل وتعدى تأثير وسامته إلى أن أصبحت صورة خالد عبدالرحمن على غلاف أي مجلة أو صحيفة، ترفع من قيمة إيرادات مبيعاتها إلى عشرات الأضعاف، في حالة لم تحدث مع فنان قبله.
السؤال الذي يلمع في الذهن الآن، ولا أعرف إجابته: هل ما زال خالد عبدالرحمن نجما حتى الآن، وبنفس الهالة الأسطورية، في زمن انقلبت فيه الأغنية رأسا على عقب، ولم تعد ذائقة المتلقي ذاتها؟
من يملك الإجابة.