لا شك أن ما حدث في بلدة القديح من جريمة بشعة حركت فيها القلوب قبل الأجساد وأدمعت العيون وكانت مؤلمة بكل المقاييس عندما سالت الدماء في بيت من بيوت الله هزت مشاعر العالم بأسره، خاصة عندما شاهدنا تقطع الجثث في كل مكان من زوايا المسجد محل العملية التفجيرية الفاسدة والرامية إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد.
إن المتابع للحدث يجد أن ذلك يعد عدوانا على أمن وأمان المواطنين والشعب السعودي الذي هو جسد واحد ولحمة واحده وفكر واحد، والكل يعيش تحت مظلة التفكير في الرقي والصعود والنهوض بذلك البلد والتنمية المستمرة له والنهوض به في مصاف الدول المتقدمة.
دائما وكما تعودنا هناك بعض الأفعال التي تعطل صفو سير سفينة البلاد نحو المستقبل، وذلك الفعل يعد من الأفعال التي تحاول زعزعة مسيرة الطريق نحو المستقبل والغد المشرق، لكن بعون الله سيكون هناك قطع لأي يد تحاول زعزعة الأمن ولو لمجرد التفكير.
إن العملية القذرة هي امتداد وتتابع لحوادث سابقة، فهي امتداد لحادثة رجل أمن المنشآت في الرياض الذي أطلق عليه طلق ناري واستشهاده ومن ثم التمثيل بجثته بحرقه في مركبته أثناء تأدية عمله ثم قبل ذلك حادث قرية الدالوة بمحافظة الأحساء في هذه الجريمة النكراء من عملاء أرباب الفتن.
مهما كان الأمر لا بد من معاقبة شديدة لكل من تسول له نفسه من قريب أو من بعيد أو شارك أو ساعد أو أسهم في إحداث مثل تلك الأفعال يجب علينا الوقوف جميعا في مواجهة هؤلاء المفسدين في الأرض، فهم أصحاب فكر هلاك ودمار، وعندهم قدرة كبيرة في إقناع بعض الجهلة المغيبين الذين لا يعرفون أمور دينهم ويقومون بترويضهم، فهم كالحيوانات تروض من أجل القيام بأفعال وحشية كتلك الأحداث الأخيرة.
يعتبر المجتمع السعودي ذا علم ومعرفة قوية بتلك النشاطات الفتاكة، وهو على علم بآثارها، لذلك سيقف المجتمع بكامل طاقته من أجل السير نحو المستقبل ومعاقبة هؤلاء العقاب الكافي لقطع يدهم.
في إثبات للعالم أجمع من شرائح المجتمع السعودي وأبنائه أنهم متوحدون تحت راية هذا البلد ومتفاعلون ويقفون جميعا في مواجهة العدو الفاسد أو من يريد اللعب بأمن وطنهم وقفة واحدة ضد هؤلاء ليلقنوهم درسا ويعلموهم آثار العبث بأمن المجتمع.
أخيرا إن ذلك العمل الجبان قد واجهته قوة كبيرة من تلاحم أبناء الوطن، والرد أقوى بكثير، ولنقف جميعا من أجل القضاء على تلك الأفكار الفاسدة والهدامة ولنعيش متوحدين ومترابطين كشرائح مجتمع متلاحمة في مواجهة العدو.