'نحن قناة لا تؤثر عليها أي دولة، أو حكومة، أو أي شخصية أو تنظيم'، هكذا وصفت رئيسة القسم العربي بـ'فرنسا 24'، ناهدة نكد، القناة الإخبارية التي
نحن قناة لا تؤثر عليها أي دولة، أو حكومة، أو أي شخصية أو تنظيم، هكذا وصفت رئيسة القسم العربي بـفرنسا 24، ناهدة نكد، القناة الإخبارية التي تبث منذ أبريل 2007 من العاصمة الفرنسية باريس؛ والتي بدأت بثها بأربع ساعات، ناطقة بالعربية، رفعتها تاليا إلى عشر، وها هي بداية من الثلاثاء 12 من أكتوبر الجاري تدشن مرحلة جديدة تطل فيها على مدار 24 ساعة.
أكدت ناهدة في حديثها إلى الزميلة عزيزة واصف على الاستقلالية، والشجاعة، والتمسك بالقيم الإنسانية، معلنة أنهم يعملون على خدمة المشاهد. مؤكدة على احترامه، وهي بذلك تنحاز له، على قاعدة من المهنية التي يفتقدها كثير من القنوات الإخبارية، وهو الإعلان الذي ينتظر المشاهدون من فرنسا 24 أن تطبقه عمليا في منهجيتها الإخبارية دون أن تقع في فخ الأجندات الموجهة التي تحاول التأثير على الرأي العام بطريقة ملتوية.
منذ زمن بعيد، وأنا أتابع هذه القناة الفرنسية، الخفيفة على الأذن والعين، خصوصا في لحظات التأزم السياسي، كونها تقدم أخبارها بطريقة مريحة، ولغة هادئة، وقالب أقرب إلى الحياد، جعلتني أدلف لها، بعد أن ضقت ذرعا بالأخبار على قنوات عربية أخرى، أكثر منها مالا، وقوة، وتأثيرا، ولكنها أصخب منها صوتا، وتحيلني كلما استمعت إليها إلى رقم في معادلة صراع لا أود أن أكون جزءا منها، ولا وقودا لحرب يبشر بها، أو يتمناها آخرون يطلون صباحا ومساء على الشاشات، منذرين المواطن العربي بمزيد من الويل والثبور والطائفية الدينية والسياسية التي لن تبقي ولن تذر!.
هذه الأصوات التي تدفع لاستهلاك مزيدا من مهدئات الأعصاب لا تجدها على شاشة فرنسا 24، ما يجعلك تتابع أخبارا ومعلومات، يصفها القائمون على القناة بـالمفيدة والمسلية. مركزين في أدائهم على التحقيقات الميدانية والتفاعل مع الإعلام الجديد والمدونين. متحايلين في ذلك على الإمكانات المادية المحدودة.
أمام فرنسا 24 مشوار طويل، خصوصا أن المنافسة على أشدها فضائيا؛ ومن المهم أن تعمل على تطوير استوديوهاتها الخاصة وبرامجها وتغطياتها المباشرة وشبكة المراسلين؛ وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من شعبيتها خصوصا في أوساط الجاليات العربية في المهجر والمتابعين في المغرب العربي