ليست لي علاقة بوزارة الداخلية، من سمو الوزير وحتى الحارس الواقف عند باب الوزارة، ولا أعرف أياً منهم، ولا تربطني أي علاقة بهم، ولم أستقبل في حياتي أي اتصال من هذه الوزارة، مرة وحيدة دخلت الوزارة قبل سنوات لشأن صحفي بحت، ولم يسبق لي دخول الوزارة بعدها حتى اللحظة. لكن مع هذا كله أشعر بالامتنان، أشعر بالتقدير، أشعر بالعرفان لهذه الوزارة العظيمة التي استطاعت - بحول الله وقوته - أن تحفظ أمن هذه البلاد وأمن المواطن والمقيم وعابر السبيل.
ليس من المهم أن تكون لك علاقة بالآخرين أو منفعة معهم، أو حتى تحبهم، حتى تقول عنهم كلمة حق.
حينما ينفرط عقد الأمن فلا قيمة للحياة مطلقا. شوارد الأمثلة اليوم أكثر مما لدينا سابقا: لا يستطيع المواطن السوري أن يسير من ساحة المرجة إلى مساكن برزة. لا يستطيع المواطن العراقي أن يتنقل بين الكاظمية والمنصور داخل بغداد. لا يستطيع المواطن اليمني أن يتنقل من صنعاء إلى عدن. وتستطيع أن تستحضر ما تشاء من الأمثلة المؤلمة لحالة الأشقاء العرب.
لكنك اليوم - وقلت لك هذا سابقا - تستطيع، بفضل الله عز وجل، أن تقود سيارتك بمفردك من الخفجي في أقصى الشمال الشرقي حتى تصل إلى نجران وجازان في أقصى الجنوب، بعد أن تكون قد قطعت آلاف الكيلومترات، دون أن تحمل سلاحك، ودون أن تخشى شيئا. بلاد مترامية الأطراف يلزمك كي تقطعها من الطرف إلى الطرف مسيرة يومين بالسيارة دون توقف. ومع ذلك تسير وتقف وتعاود المسير مطمئنا!
هناك من سيقلل من ذلك، لا تلتفت إلى هؤلاء. ما يجب عليك فهمه وإدراكه جيدا أن بيننا اليوم من أذناب إيران وعملائها - الذين يصرفون النظر عن جرائمها، ويبررون لها، ويعلقون جرائمها في رقاب غيرها - من يتمنى تلك اللحظة التي ينفرط فيها عقد الأمن في بلادنا، ذلك لأن أحلامه - التي تنسج له في قم وطهران - لا يمكن لها أن تتحقق دون فوضى، ودون صراعات طائفية. كن على حذر من هؤلاء المندسين بيننا. كن على حذر منهم. هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.