أبها: سلمان عسكر

العرادة يؤكد عدم محاسبة اليمنيين بجريرة الحوثيين * أوضح أن المقاومة فككت خلايا عدة للانقلابيين

كشف محافظ مأرب، سلطان العرادة لـالوطن أن الحوثيين حاولوا اتباع أساليب الخداع مع المقاومة الشعبية في المحافظة، عبر ادعاء الرغبة في الصلح، وتوقيع الاتفاقات، لكنهم رفضوا ذلك، مشيرا إلى أن المتمردين دأبوا على ذلك الأسلوب كثيرا، وبمجرد التوقيع ينقضون الصلح ويهاجمون المناطق.
ونفى العرادة أن تكون محافظة مأرب قررت قطع الإمدادات النفطية عن العاصمة صنعاء، مشيرا إلى أنهم لا يأخذون الشعب كله بجريرة الحوثيين، وأن الشعب اليمني شعب موحد سيستطيع التغلب على كل مشكلاته، عقب دحر هذه الفئة الضالة، وإلى تفاصيل الحوار:
صف لنا الأوضاع الحالية في مأرب؟
الأوضاع طيبة والحمد لله. هناك معارك في جبهات عدة مفتوحة على المحافظة، ولكن أبناء مأرب لديهم صمود وثبات يبعث الارتياح، ونسأل الله الثبات أمام هذه الميليشيات الصائلة والمفسدة.
لماذا كل هذا الإصرار من ميليشيات الحوثي على مأرب تحديدا؟
مأرب تحتل مركزا استراتيجيا من حيث الموقع، ومكانة اقتصادية وعسكرية، كونها ملتقى بين المحافظات الشمالية والجنوبية من جانب، وكذلك ملتقى لهذه المحافظات مع السعودية، وفيها مقاومة تتميز بالصمود، ولهذه الأسباب لم يبق إلا هي محافظة على الشرعية وتدير أمورها ذاتيا، وكل ذلك أقلق الحوثيين ويريدون القضاء عليها، كما أنها ممر هام للوصول إلى حضرموت والمملكة.
عملت عضوا بحزب المؤتمر العام، وعضوا بمجلس الشورى، أين كنتم من فساد النظام السابق؟
النظام الفاسد جمع كل المساوئ، ولم يمتلك قادته ضمائر حية، وصالح خصص النظام لخدمته وخدمة أبنائه والمقربين منه، ووضع معايير معينة، من يتجرأ على تجاوزها يكون قد افتقد الولاء للأسرة، وبذلك يصبح مصيره الإقصاء والتهميش والإبعاد.
ذكرت في لقاء سابق أن صنعاء وعمران وقبلهما صعدة أعطيت للحوثيين، من أعطاهم إياها؟
بناء المؤسسة العسكرية كان هشا، وكان مبنيا على ولاءات شخصية، وهذه الولاءات جعلت المؤسسة العسكرية تتفرق فيما بعد، وتتوزع، وجعلها تنتقم من بعضها البعض، حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه في الوقت الحالي، أضف لذلك الاحتكاكات والمماحكات الحزبية والسياسية والقبلية، إضافة إلى عدد من الأسباب التي أوصلت الأمور إلى هذه الدرجة.
ألمحت في وقت سابق إلى نية الحوثيين إقامة دولة في اليمن؟
لديهم مخطط لتكوين دولة خاصة بهم، لكنهم لم ولن يفلحوا، لأن أي مجموعة تقوم على أساس الميليشيا المسلحة أو أساس عنصري أو طائفي أو مناطقي لا يمكن لها أن تقيم دولة، هذه ميليشيا مسلحة، هدفها إثارة الفوضى، ولا يمكن لها إقامة دولة. أما إذا كان لهم استعداد للتحول إلى حركة سياسية تخوض انتخابات حرة تأتي بهم إلى سدة الحكم، فلا أحد يستطيع منعهم، ما داموا يقيمون النظام والقانون. ولكن للأسف فهم لا ينوون القيام بذلك، بل يخططون ويتآمرون لإفساد كل شيء جميل، ونيتهم تحطيم كل اليمن، والقضاء على كل الناس، بكره وحقد.
ماذا عن قطع الإمدادات النفطية عن صنعاء؟
لم ولن نقطعها على الشعب اليمني، والمسألة إنسانية في المقام الأول، بعيدا عن الصراع العسكري والسياسي، وها نحن نقتل في مأرب ونقصف من الميليشيات الحوثية، ولكنا لم نعاتب الشعب اليمني بسبب هذه الفئة الضالة، بل نحاول أن نؤدي كل ما وسعنا لكل إنسان حر ولا نعاتب شعبنا بسبب فئة جاهلة ومجرمة.
ولكن يقال إنك هددت بقطع الإمدادات النفطية؟
لم أهدد بذلك، ولكن قلت إن المنشآت والمصالح ستتعرض في حال وصولها مأرب إلى التخريب، فها هي الكهرباء قد قطعت بواسطة الانقلابيين، وهذه أمور طبيعية تفرضها الفوضى والحرب حينها.
محافظة مأرب غنية بالنفط كيف تستطيعون حماية هذه المنشآت؟
بتوفيق الله أولا، ثم بصمود الأبطال المرابطين على حدود المحافظة، ويبذلون الغالي والرخيص ولم يتزحزحوا عن مواقعهم.
تودعون ثروات مأرب في البنك المركزي، والحوثيون يسيطرون عليها، ماذا يعني ذلك؟
على حسب علمي لم تعد تأتي للبنك المركزي، ولن تأتي إليه إلا بتوجيه من قيادة ورئاسة البلد الشرعية.
ما صحة مواجهة المقاومة قوات الحرس الجمهوري؟
أفراد وضباط الحرس الجمهوري موجودون مع الحوثيين، وهم الرافد الأساس لهم، مع الأسف.
هل حاول الحوثيون إغراءكم بالمناصب والأموال؟
نعم، عرض علينا ذلك، ولكن نحن لا نباع ولا نشترى، والإغراءات لا يرضى بها ويخضع لها إلا من يبيع وطنيته ومبادئه ومصداقيته أمام شعبه.
كم عدد الأسرى لديكم؟
في مأرب فقط لدينا أكثر من 80 أسيرا.
صف لنا حقيقة تفكيك خلية حوثية داخل مأرب أخيرا؟
هي خلايا متعددة وليست خلية واحدة، وكان هدفها القيام بأعمال إرهابية داخل المحافظة، وإرباك المشهد الداخلي، وبفضل الله تم القبض عليهم، والرقابة واليقظة في أعلى درجاتها، وعثرنا مع هؤلاء على متفجرات وأسلحة وقناصات، وكانوا موجودين وسط الأحياء السكنية.
روج الحوثيون لوثيقة أرادوا إقناع أهل مأرب بالتوقيع عليها؟ هل تم التوقيع عليها؟
الحوثيون تعودوا دائما إذا أرادوا الدخول لمنطقة، ادعاء الرغبة في الصلح والمصالحة، وبمجرد التوقيع، يأتون وينقضون العهد قبل أن يجف حبر القلم، وفي مأرب عرضت علينا هذه الألاعيب، وعرضت علي شخصيا من بعض القيادات ورفضتها، وعرضت على المشايخ في المحافظة ورفضوها، وربما وافق عليها ثلاثة أشخاص أو أربعة ولكن لا يمثلون أهل المحافظة، وأي إنسان يخالف رأي الجماعة فليس منهم ولا يمثلهم.