المرحلة ليست بحاجة إلى تنظير، ولا مقالات رمادية، ولا خطابات مخاتلة، يجب على كل واحد منا أن يضع النقاط على الحروف.
خلال العمليات الإرهابية التي كان يتعرض لها أبناؤنا أفراد الأمن السعودي في شوارع العوامية وغيرها، خرجت أصوات كثيرة تحرض على الشيعة وتتهمهم بضلوعهم في هذه التفجيرات وتأييدهم ودعمهم لها. كنت أقف في المنتصف، وكنت كثيرا ما دخلت في نقاشات أسعى خلالها لتبرئة ساحة الشيعة الذين أعرفهم، من أعمال إرهابية كهذه. حتى وإن كانت الأيدي شيعية خالصة، حتى وإن كان المنفذون من أبناء العوامية!
وكنت أيضا أرفض إلقاء التهمة على المراجع الشيعية هناك، كنت أرفض اتهامهم بالتحريض، حتى وإن خرج صوت شاذ من بينهم، لأنني أدرك أن الأصوات العاقلة بريئة منها. كنت أحلف لهم أن الذي يقف خلف هذه الأعمال الإرهابية هي (إيران) ومخابراتها وجنودها المنتشرون في كل مكان.
وحينما تم تنفيذ جريمة الدالوة، وذهب ضحية لها عدد من الشيعة الأبرياء، كنت واثقا تمام الثقة أن الذي يقف خلف ذلك العمل هي (إيران)، حتى وإن كانت الأيدي سنية خالصة.
إيران لها باع طويل في هذا النوع من الممارسات الإرهابية، وعن طريقها وبواسطتها استطاعت أن تسيطر على العراق. كانت تفجر المراقد الشيعية، فيثور الشيعة ويبدؤون في اتهام السنة. وتتبعها بتدمير القرى السنية فيثور السنة ويبدؤون في اتهام الشيعة. ولدهاء المخابرات الإيرانية استطاعت بهذه الممارسات القذرة أن تقنع العالم بأن ما يحدث في العراق حرب طائفية!
اليوم وبعدما فرغت من العراق واستطاعت احتلاله بهذه الطريقة، تريد أن تستنسخ التجربة ذاتها في بلادنا -أنّى لها ذلك بحول الله- تقتل رجال الأمن بأيد شيعية، ثم تفجر في القديح بأيد سنية، وتهرّب لهم المواد المتفجرة من خلال البحرين!
المحزن أنها استطاعت أن تقنع الكثير من السذج والأغبياء بأن ما يحدث هو نتاج شحن طائفي داخلي، بينما العاقل يدرك أن ما يدور في الداخل من خطابات كراهية -سنية أو شيعية- لم تكن تتجاوز الحناجر والمنابر. 
عدوكم إيران. إيران تنفذ مشروعا استعماريا واسعا، ولا يمكن لها تنفيذ هذا المشروع دون إشعال الفتنة وتأجيج الصراع الطائفي بينكم.