أحمد الجيزاوي

أمي تريدني أن أتزوج اليمامة البنية، وأنا أحب اليمامة الداكنة.
منذ خرجت من البيضة، وأنا أراقبها تطير وتتراقص من شرفة إلى شرفة، ومن شباك إلى شباك، فقد كانت أكبر مني ببضعة أسابيع، وكان عشهم فوق جرس الكنيسة، وعشنا فوق المئذنة المقابلة، وكلما ارتفع صوت الأذان أو دق جرس الكنيسة نطير معا لنرقص على الصوت.
اصطحبتني سرا في رحلة طيران طويلة إلى شجرة العنب البعيدة، كانت تطعمني العنب بمنقارها، وأنا أختلس القبلات بين حبة عنب وأخرى، حيث كانت القبلات تفوق العنب في حلاوته، هناك عرفت الغناء لأول مرة، وعاد كل منا إلى عش أمه بنشوة الحب الجديد.
في اليوم الذي صوب الصياد بندقيته إليَّ جرحني جرحا سطحيا وخسرت بضع ريشات من جناحي، رغم ذلك كنت سعيدا يومها لأني علمت بحبها عندما رأيتها تبكي من أجلي.
رفضت أمي أن أتزوجها دون إبداء السبب، يبدو أننا سنذهب إلى شجرة العنب ولا نعود.