وسط قرية القديح في محافظة القطيف، رفع أول من أمس صوت الحق من جامع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- مناديا حي على الصلاة، وتراصت صفوف المصلين، الله أكبر الله أكبر على كل ظالم، وعلى كل من يبحث عن شق الصف، وتمزيق لحمة الوطن.
وعلى السجاد الأحمر نثر القديحيون، أول الذكريات داخل المسجد، في كل زاوية من محراب الصلاة حتى موقع السجود لرب العباد، كل شيء هنا يحمل الحزن والألم من إجرام الفئة الباغية التي نفذت جريمتها في ذات المسجد قبل أسبوع في يوم جمعة مبارك.
هنا سجد الطفل حيدر وماتت الطفولة على يد المجرمين وهي تكبر للفرد الصمد، وهنا وجدت أشلاء الغزوي، وهنا أنات جريح، وهنا سقط شيخ شامخ من هول الجرم المقترف، كانت هنا أشلاء وكان هنا وقوف بين يدي الرحمن، يد الغدر كانت أيضا هنا، سفكت دماءهم الزكية في المكان وذهبت حيث ذهبوا إلى رب غفور.
وفي اليابسة المقابلة، لم يكن الحدث عادياً بل كان الصف الواحد السني والشيعي يجتمعان ليس في سرادق العزاء بل في قلب الوطن من القصيم ومن الرياض ومن جبال الجنوب، وأجا وسلمى، صفوف من الحب والوطنية الحقة، المصاب جلل، والجهة الشرقية من جسد الوطن تنزف فلا بد من الذهاب، لم يكن الشهيد شيعياً ولا سنياً بل سعودياً.. حزن له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتوعد قائلاً: إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع الجريمة النكراء التي استهدفت مسجدا بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوما عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم.