عدم حصول المنتخبات السعودية السنية على بطولات قارية أو إقليمية منذ سنوات
عدم حصول المنتخبات السعودية السنية على بطولات قارية أو إقليمية منذ سنوات، وبالتالي فقدان فرصة الوصول إلى نهائيات كأس العالم، ليس من أسبابه غياب الموهبة أو ندرتها.
تلك هي الحقيقة التي أكدها شباب السعودية في لقائهم المصيري أول من أمس في ربع نهائي آسيا للشباب أمام المنتخب الأوزبكي، صاحب العلامة الكاملة من مبارياته السابقة.
وأجزم أننا إذا غيرنا نظرتنا تجاه الفئات السنية، ومنحناها شيئاً من الاهتمام مما نمنحه للكبار، فإننا سنجني ثمار ذلك بطولات وألقابا وإنجازات، وصعودا لنهائيات كأس العالم، والأهم أننا سنكسب منتخباً قوياً يكون هو فريقنا الوطني الأول.
ولا شك أن لكل شيء أساس، وفي حقيقة الأمر فإن أساس هذا الإنجاز الكبير ـ التأهل لكأس العالم ـ في كولومبيا 2011، هو الأندية، فهي التي احتضنت هذه المواهب، ورعتها، وصرفت عليها، وأحضرت لها المدربين.
ولذلك فإن التكريم القادم الذي سيحظى به الأخضر الشاب، لا يجب أن يغفل أو يتجاهل الأندية، فقد كان دورها كبيرا، وكبيرا جداً، ولو كان ذلك من خلال تقديم درع صغير تكتب عليه المناسبة، ويتضمن عبارة شكر لدور النادي، وأنه شريك في هذا الإنجاز.
ولعل ما يعطي الاستمرارية في التفوق وحصد الإنجازات، هو تحقيق الاستقرار لأي مشروع كان، ويتم ذلك بتحديد الجهاز الإداري الذي يجمع بين التخصص العلمي، والعمل التربوي، مع ضرورة الاستعانة بجهاز فني أجنبي خبير بهذه السن.
وهنا أعود وأؤكد على أهمية الاختيار للمدى البعيد ـ إلى ما بعد كولومبيا ـ وهذا بطبيعة الحال لا يلغي الجهد والعمل الكبير الذي بذله مدربنا الوطني القدير خالد القروني، ولكنني أرى أن اللعب في نهائيات كأس العالم، يختلف كلياً عن اللعب في كأس آسيا.
وبطبعي، لا أميل إلى العواطف في الأعمال الكبيرة، ولا سيما ما يرتبط منها بتمثيل الوطن، فلو عدنا إلى مباراة الافتتاح لوجدنا أننا خسرنا من الفريق صاحب الأرض، وهو الصين التي خرجت على يد كوريا الشمالية، لتخرج من دور الثمانية.
إن إحدى مشاكل الكرة السعودية، أن الشعب كله تحول إلى مدربين، وبعض الإعلاميين والمحللين يقومون بدور التطبيل، وتفخيم الأدوار، أكثر من قيامهم بنقل الصورة الواقعية، أو قول الحقيقية، وهذا مؤشر خطير لن يفيد الكرة السعودية، بقدر ما سيعيدنا إلى سنوات الغياب.
إذا أردنا أن نبني منتخباً ليمثلنا في نهائيات كأس العالم للكبار عام 2014، فإن أول ما يجب علينا القيام به تكوين إدارة داخل اتحاد الكرة تكون مسؤولة عن دوري الشاب والناشئين، تجتمع بالأندية، وتضع التقارير والتصورات والمقترحات، بحيث يكون دورها مشابه لدور هيئة دوري المحترفين.
وقد لا يكون خافياً علينا أن الاهتمام بهذه الفئة لا يصل إلى نصف ما يعطى للفريق الأول في كل ناد ـ وهنا نستثني النادي الأهلي ـ فهو الوحيد الذي أنشأ لدرجتي الناشئين والشباب مركزاً خاصاً بهم، يضم الملعب، والمعسكر، وصالات الحديد، والعيادة الطبية، والمكتبة، وعوامل الترفيه.
لنسأل أنفسنا سؤالاً واحداً فقط: لماذا لم نتمكن من الفوز بكأس آسيا منذ عام 1992، وما الذي منعنا من التأهل إلى كأس العالم منذ آخر وصول لنا في عام 2003 التي نظمتها الإمارات؟.
لن أخالف الحقيقة وأغالط الواقع، ولن أصادر حق الآخرين، إذا قلت إن الكرة السعودية بناشئيها وشبابها، لا يجب أن تغيب عن أي بطولة رياضية قارية، فضلاً عن البطولات الإقليمية، لأننا وبصراحة ووضوح ـ ولا تهون المنتخبات الآسيوية ـ الأفضل على مستوى القارة، بشرط أن يسبق ذلك تخطيط وتنظيم مثالي لا تدخل فيه العاطفة والمجاملات.