جدة تنمو بسرعة بفعل خطة استراتيجية تستغل إمكاناتها كمركز في السوق العالمية
ترأس مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، في مكتبه بجدة أمس، اجتماع المجلس الأعلى للمرصد الحضري بجدة.
واستعرض الفيصل خلال الاجتماع الذي حضره محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، إنجازات المرصد الحضري، وأهم المؤشرات وقيم المقارنة مع المدن الأخرى، كذلك استخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS في المرصد الحضري، ومناقشة التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي شملت التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية، وتوفير الخدمات الأساسية والإسكان والإدارة البيئية.
وقال أمين جدة الدكتور هاني أبو راس إن المرصد الحضري بجدة من أوائل المراصد الحضرية على مستوى المملكة الذي يعد جزءا أساسيا مكملا لتوجه الأمانة نحو دعم وصياغة السياسات التنموية الفاعلة، وتطبيق نظم المعلومات الجغرافية الحديثة التي تتيح توافر المعلومة على المستوى المكاني بشكل أدق وأكثر تفصيلا، وتحققت بحمد الله وتوفيقه نتائج إيجابية وفعالة لنشاطات ومبادرات المرصد الحضري، نال على إثرها جوائز دولية تعدّ اعترافا بالعلمية والعملية.
من جهته، أوضح المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لدى دول الخليج العربية الدكتور طارق الشيخ، أن أعمال المراصد الحضرية ومؤشراتها ليست فقط للدلالة على التطور ولكن لأهمية دعم القرار التنموي على مستوى المدينة بمعلومات واضحة ليس فيها لبس حول أولويات السكان بالمدينة ومدى كفاءة وجودة الخدمات واستخدامات الموارد سواء الطبيعية أو البشرية أو المالية.
وبيّن أن المراكز الرئيسة لنمو الاقتصاد والسكان واستهلاك الموارد تقدر مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 75% وتعدى عدد سكان المدن في العالم حاجز الـ3.5 مليارات نسمة عام 2014 ويتوقع أن ينمو عدد سكان المدن ليصل إلى نحو 5 مليارات نسمة أو ما نسبته 60% من إجمالي سكان العالم بحلول عام 2030، وتستهلك المدن نحو 67% من استهلاك الطاقة العالمية وهي المساهم الرئيس في التغير المناخي.
ونوه إلى أن الإحصاءات السكانية السعودية تشير إلى أن عدد المدن قفز من 58 مدينة عام 1963 إلى 258 مدينة عام 2004، ما يعني أن عدد المدن تضاعف أكثر من أربع مرات خلال 30 سنة فقط، فيما تشير بيانات التعداد العام للسكان والمساكن لعام 1431 إلى إن هناك أربع مدن مليونية، هي الرياض 5,2 ملايين نسمة، وجدة 3.4 ملايين نسمة، ومكة المكرمة 1.5 مليون نسمة، والمدينة المنورة 1.1 مليون نسمة، مضيفا أن عدد المدن التي يزيد عدد سكانها على 500 ألف نسمة أربع مدن هي الدمام، الهفوف والمبرز، الطائف وتبوك، كما بلغ عدد المدن التي يزيد عدد سكانها على 100 ألف نسمة 19 مدينة، ويشكل عدد السكان القاطنين في المناطق الحضرية نحو 85% من إجمالي سكان المملكة.
ولفت الشيخ إلى أنه نتيجة لاهتمام السعودية بالتعامل العلمي والعملي مع ظاهرة نمو المدن وتحقيق أفضل النتائج من عملية التنمية أطلقت الاستراتيجية العمرانية الوطنية في عام 2000 التي شكلت استجابة للتوقعات الممثلة في زيادة معدلات الكثافة السكانية والوتيرة المتسارعة للنمو الحضري، كما تهدف هذه الاستراتيجية بشكل خاص إلى الحد من مظاهر الزحف العمراني، وتعزيز عمليات التنمية العمرانية المتوازنة وحماية البيئة، إضافة إلى ذلك تركز الاستراتيجية على إنشاء محاور تنموية في مناطق شرق، ووسط وغرب المملكة إلى جانب إنشاء الاستثمارات الموجهة نحو المناطق الأقل نموا وتطورا، عدا عن تحديد بعض المدن ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها مراكز إقليمية لعمليات النمو.