حيدر ذو السنوات الخمس أصغر قتلى حادثة تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب بالقديح ولديه أخت اسمها حوراء ذات ثلاث سنوات، اعتاد في كل يوم أن يذهب مع أقاربه إلى المسجد القريب من منزلهم ليؤدي الفرائض ويقرأ بعد كل فريضة القرآن الكريم مما تعلمه في الروضة.
عندما زارت الوطن منزل ذوي حيدر لم تجد والدته التي نقلت إلى المستشفى بسبب حزنها على فراق ابنها الأول المتخرج منذ يومين من الروضة.
خالة حيدر، قصت لـالوطن ما قبل وقوع الحادثة بقلب دام ووسط تعزية مئات النساء اللاتي يدخلن للتعزية ويخرجن فورا، حيث لا مكان داخل ذلك المنزل الصغير المتواضع، فالممرات والغرف والمطبخ جميعها ممتلئة بالنساء وأصدقاء حيدر الذين حضروا لتقديم واجب العزاء.
تقول خالة حيدر: اعتاد حيدر أن يذهب مع أبيه كل مكان وخاصة المناسبات الدينية كون والده منشدا دينيا وكان لا يفوت فرصة ليصطحب ابنه ليتعلم منه، إذ كان يتمنى أن يصبح حيدر منشدا، فكان يتعلم منذ الصغر تلاوة القرآن والترتيل والإنشاد لأقرانه من زملائه في الروضة وأقربائه.
ومضت تقول: وقبل يوم الحادثة كان أب حيدر يوشك للذهاب إلى إحدى المناسبات، التي اعتاد الذهاب إليها مع حيدر، ولكن الأب تفاجأ برغبة حيدر البقاء مع والدته التي استغربت ذلك التصرف، تتوقف الخالة قليلا لتمسح دموعها وتستجمع قواها لمتابعة حديثها لـالوطن وقالت في يوم الحادثة (الجمعة) كما اعتاد حيدر أن يلبس أجمل الملابس لأنه تعلم أن يوم الجمعة هو عيد المسلمين وأن على المسلم أن يأخذ زينته للذهاب إلى المسجد فارتدى ملابسه وتعطر وقام بتمشيط شعره وذهب إلى أمه في المطبخ ليطبع على خدها قبلة الوداع، ويتأكد منها أنه جميل ولائق بالذهاب إلى المسجد، وحضنته، ثم ودعت ابنها الوداع الأخير.