فهد المرسال

الأقنعة المزيفة التي يرتديها ثلة من البشر لمحاولة الظهور بشكل مُلفت وجميل لا تدوم طويلا حتى مع أول ريح عاصفة تنجلي عن وجوه كالحة مخيفة وبملامحها وحشية تختزل شر هذا الكون كله، وهذه عدالة حياتية تعيدها لنا مواقف الحياة بشكل متكرر لفضح أولئك المحاولين خداعنا. حسن نصر الله أحد أولئك الذين انخدع به الكثير في العالم العربي، ومن يوم لآخر ومع تجدد الأحداث في كل اتجاه تكشفّت لنا الحقائق المستترة خلف قناع النضال والممانعة الزائف، بعد أن صوّب بندقيته نحو الشعب السوري الأعزل، ودخوله شريكا مع أعتى الأنظمة الديكتاتورية بطشا، وتوغل قواته لمؤازرة رفيق المذهب في حربه ضد شعبه ووقوفه إلى جانبه للحيلولة دون سقوطه استجابة لملالي الشرّ في طهران، بات حزب الله عاريا كخنجر مسموم اغتال لبنان العروبة حتى أضحى وطنا بلا رأس.
 يقف حزب الله سدا منيعا أمام ملء فراغه الدستوري وانتخاب رئيس للبنان. في اليمن كادت تتكرر مأساة لبنان من جديد بقالب حوثي يمني يرتدي وجها إيرانيا أيضا، لذلك كانت عاصفة الحزم المباركة التي أتت كطيور الأبابيل التي دكّت أبرهة الحبشي وجنوده، فاليمن وأمنه خط أحمر لن تسمح المملكة العربية السعودية بالعبث به. ولأن الرد العربي جاء قاسيا ومزلزلا سقطت إيران وبترت اليد التي تحركها كحجر شطرنج وارتعدت واهتزت بعد عاصفة الحزم التي أشهر سيفها الملك الحازم سلمان بن عبدالعزيز، لمنع اليمن من الانزلاق في نفق الطائفية المجهول وتهديد أمن الوطن الجنوبي، ولأن لكل فعل ردة فعل كان صراخ حسن نصر الله على قدر ألمه وألم إيران أتت كلماته ووعيده  نشازا مرتبكا بخطاباته المتتالية يتصببّ خيبة ووجعا، فالألم الذي تجرّعه الحوثيون انتقل إلى ضاحية بيروت، فيا نصرالله تحسسّ ضاحية بيروت التي سرقت منها دفئها وحولت من لبنان العزيز الذي كان مثالا لتعايش الأديان إلى ثكنات عسكرية لأطماعك الفارسية.مكروه.