لا أحد يستغرب أن يكون تويتر سببا في إقالة الوزراء.
صوت الأفراد أصبح مسموعا ويتشكل من خلاله حالة من الإجماع، بما يساعد صاحب القرار على إعادة ترتيب الأوراق، واستبعاد منتهي الصلاحية، وهو ما حدث مؤخرا حينما تسبب هاشتاق أنشأه مواطن متضرر في إقالة مسؤولين كبار في البلد، ولا عزاء للمتخاذلين وأصحاب الفلاشات.
المشاركة الشعبية في تويتر تحقق مبدأ ديموقراطيا مهما، قد لا نستشعر أهميته في هذه اللحظة، ولكن إذا كانت الديموقراطية هي التشارك في إحداث التغيير، فإن هذا ما يقوم به السعوديون على تويتر، يحيون المسؤول الناجح ويدعمون حضوره وفي نفس الوقت يضعون المسؤول المخطئ على مقصلة الهاشتاق، ويطرحونه أرضا أمام القيادة الحازمة، ليكون مصيره ترك الكرسي غير مأسوف عليه.
خطف هذا الموقع الاجتماعي من الصحافة مهمتها التاريخية في صناعة الوعي الجماهيري وتوجيه الرأي العام، فأصبح يشكل ضغطا على المسؤول، وعينا تضعه تحت المجهر بالصوت والصورة، وهو ما يحقق للمواطن نوعا من الرضا، فيعتقد جازما أن زمن الأخطاء من رأس الهرم الوزاري ولّى إلى غير رجعة، وهذا هو زمن المحاسبة وإقالة المسؤول المقصر.
على الجانب الآخر، لن يكون لـتويتر وما يتداوله الناس من نقد ومطالبة أي قيمة، ما لم تكن هناك قيادة واعية -كقيادتنا- تتفاعل مع هموم المواطنين وإشكالاتهم مع أصحاب الحصانة من كبار المسؤولين، وتقريبا هذا ما حقق تلك الأهمية لموقع الـ140 حرفا، وجعله المكان المناسب لمناقشة أي قضية وتشكيل رأي عام يمكن أن يطيح بالوزير أو المسؤول المتخاذل في أقل من 24 ساعة من إنشاء هاشتاق.