يرفض عدد كبير من اليمنيين المساعدات الإنسانية التي زعمت إيران تقديمها لهم عبر سفينتها إيران شاهد، التي أثارت جدلاً واسعاً، ليس داخل اليمن فحسب، بل على المستويين الإقليمي والدولي. وتعود مبررات هذا الرفض إلى تجارب سابقة ومعاناة مريرة، جراء تحالف الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح مع إيران طوال عقدين تقريباً، وتأكد اليمنيين من أن إيران لم تقدم لهم خلال هذه الفترة سوى الأسلحة والألغام المتفجرة التي تقتلهم.
ويقول الباحث اليمني عدنان هاشم إن إيران لا تريد تقديم مساعدات لليمنيين، فهي لا تساعد الشعوب إطلاقاً إلا بالأدوات التي تخدم مشروعها فقط.
ويشير عدنان هاشم، وهو باحث في الشؤون الإيرانية، إلى أن جدية طهران في تقديم المساعدة لليمن تتجاوز الشكوك إلى كونها يقينا، بأنهم لا يريدون للهدنة الإنسانية التي يحتاجها اليمنيون اليوم، أن تستمر، وأن إعلانه تقديم المساعدات هدفه فقط الاستفزاز والقضاء على الهدنة.
وأشاد هاشم في تصريح إلى الوطن بتعامل قوات التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، بشأن شحنة المساعدات المزعومة، وقال هذا التعامل جعل إيران ترضخ وتعلن قبولها بأن ترسو السفينة في جيبوتي، لأنها تدرك أن خرق الحظر المفروض من قبل قوات التحالف سيجعلها في مواجهة العالم، في وقت هي أعجز ما تكون عن فتح جبهة حرب في ظل وقوف كل الدول في صف التحالف.
وعن تهديدات إيران للدول الخليجية قال إنها ترمي لتحقيق هدفين، الأول: استغلال موضوع الشحنة أمام العالم، إعلامياً، بأن اليمن بلد منكوب، وأن السفينة تهدف لفك الحظر، أما الهدف الثاني فهو إرسال رسالة لأدواتهم داخل اليمن، صالح والحوثي، وطمأنتهم بأنها ما زالت موجودة على المشهد وستقدم لهم الدعم لكم متى ما طلب مها ذلك، إضافة إلى تفاخر إيران بسلاح البحر الذي تملكه، رغم ضعفه في مواجهة القوى العالمية وسلاح الجو الخليجي المتطور.
ووصف هاشم، تهديدات إيران بـالنزق الذي يتسبب في كارثة إنسانية على اليمنيين الذين ترقبوا الهدنة منذ بوادر إعلانها، أملاً في أن تخفف من معاناتهم لكن هذا النزق قد يقضي على كل شيء، بحسب قوله.
ورجح وجود أهداف عسكرية وراء امتناع إيران وتخوفها من تفتيش سفنها، وقال العادة جرت أن السفن الإيرانية التي تدخل اليمن تحمل أسلحة أو خبراء من الحرس الثوري. وما يرجح وجود ذلك في سفينة شاهد، هو تخبط وسائل الإعلام الإيرانية منذ البداية، حيث تتحدث تارة عن وجود 20 صحفيا على متن السفينة، ثم تحدثت تارة أخرى عن وجود ناشطين. وهذا التخبط يضع تساؤلات كثيرة، ما إذا كان هؤلاء هم خبراء من الحرس الثوري في مجالات المتفجرات والتخطيط الحربي جاءوا لتعزيز ميليشيات الحوثي والمخلوع.
بدوره، وصف الكاتب اليمني نبيل سبيع، المساعدات الإيرانية بأنها غير إنسانية، وقال إنها تهدف إلى إفساد هذه الهدنة وإسقاطها، بحجة تقديم مساعدات لليمن.
وأضاف حاولت طهران الهبوط بإحدى طائراتها في مطار صنعاء الدولي، وقالت إنها تهدف لإدخال مساعدات إنسانية لليمن، وتأكد أنها كانت الواقع محاولة لتحدي السعودية وحلفائها والمجتمع الدولي أكثر منها لتقديم مساعدات للشعب اليمني، وهو التحدي الذي انتهى بقصف مطاري صنعاء والحديدة، ومنع المساعدات التي كانت قد بدأت في الدخول شيئا فشيئا لليمن من منظمات دولية، وأدى في النهاية إلى زيادة المعاناة في اليمن.
وتساءل سبيع عن حرص إيران على إيصال المساعدات للشعب اليمني، وقال لو كان الأمر كما تزعم طهران، فلماذا لا تقدمها عبر منظمات الإغاثة الدولية المخولة بذلك؟ لكنها قررت القيام بعرضها المتكرر، وهو إرسال المساعدات الإنسانية التي لا تصل للشعب اليمني ولن تصل إليه حتى وإن دخلت اليمن.