كل من مارس التعليم كمهنة أو حتى مر عليها مرور الكرام، سيؤيد مقترح لجنة التعليم الأهلي في الغرف السعودية بقصر الدراسة في الصفوف الأولية على القراءة والكتابة، وهذا يعني تخصيص السنوات الثلاث الأولى لأهم مهارتين في التعلم، هما أساس كل علم وبداية كل فكرة، وهما أداة المعرفة الأولى التي يظل يستخدمها الإنسان حتى آخر يوم في عمره.
لا بد أن يعي القائمون على التعليم أن الطالب اليوم ليس كطالب الأمس المتفرغ للتعليم مع تعدد وسائل الترفيه واللعب، بل وزيادتها عن حدها، بحيث تجعل من الصعوبة بمكان أن تستقر المعلومة في الذهن بسهولة، وبالتالي تزيد الحاجة إلى التركيز، ومن يعمل في هذا الحقل يدرك تماما أن هناك عددا كبيرا من الطلاب لا يحسنون القراءة والكتابة، حتى وهم في مراحل متقدمة، وبينهم من دخل في عقدة المدرسة بسبب صعوبات إتقان هاتين المهارتين، وقد يستمر ذلك مع الطالب إلى الأبد.
ولكن حين تُخرّج الصفوف الأولية طالبا متمكنا من فك الحروف بسهولة بالقراءة السريعة والكتابة الإملائية الصحيحة، فإنها بذلك تختصر طريقا طويلا، قد يحتاج فيه الطالب إلى جهد مضاعف من المعلمين في المدرسة والأهل في المنزل، وسيجد الطالب نفسه منطلقا لا يتوقف، وربما يكون ذلك سببا في اقترابه من القراءة الحرة والمعرفة اللامنهجية.
التركيز على أول وأهم مهارتين في التعلم لمدة ثلاث سنوات، وتفريغ ذهن الطالب كليا لذلك، سيكون لهما الأثر الإيجابي على علاقة الطالب بالدراسة والمدرسة، وهذا التركيز ينبغي أن ينطبق كذلك على تعليم اللغة الإنجليزية.
ففي المرحلة الابتدائية يكفي أن يتعلم الطالب الحروف الإنجليزية ويجيدها كتابة ونطقا، ويجيد معها50 كلمة وعبارة فقط لا غير، فالوزارة تعلم جيدا أن هناك طلابا من خريجي الثانوية العامة لا يفرقون بين حرفي s و c.