بشكل مفاجئ أعلن قبل ستة أشهر عن تشكيل لجنة باسم لجنة الإعلام الرياضي برئاسة الزميل طلال آل الشيخ وعضوية عدد من الأسماء الإعلامية، وكان هناك خطأ فني بعدم اختيار أعضاء من ذوي الميول النصراوية وتم تلافي الخطأ وتعديل الوضع باختيار اثنين من الزملاء.
للأسف إلى هذه اللحظة لم نستطع في المملكة أن نفهم موضوع مؤسسات المجتمع المدني، ولاتزال ثقافتنا تقوم على أن كل شيء يجب أن يكون مصدره الحكومة أو بغطاء الحكومة، وأنا هنا أتحدث عن المجال الرياضي والإعلام الرياضي.
ونعتقد إذا كانت الجهة التي أصدرت أي قرار تتبع للحكومة فإنه قرار قوي ونافذ وسيجد الدعم وووو.. إلخ. وتظل العقيلة البيروقراطية مهيمنة على عملية تنظيم وترتيب النخب الرياضية والإعلامية رغم إمكانية وضع لوائح تكفل تنظيم وتطوير العمل الإعلامي الرياضي.
لقد ظهرت هذ اللجنة المنبثقة عن ما يسمى هيئة الصحافيين السعوديين وهي الهيئة التي لم تقدم أي شيء يذكر منذ تأسيسها بشكل غريب، خصوصا أن هذه الهيئة شكلت لجنة بدون نظام أساسي أو لائحة وكان الأولى أن تكون هناك لجنة تأسيسية يتم خلالها وضع النظام الأساسي أو اللائحة الخاصة بلجنة الإعلام الرياضي ثم يتم إشهار اللجنة بموجب أحكام اللائحة.
إن مفهوم الرابطة واللجنة يجد الالتباس لدى الأغلبية ويعتقدون أن الرابطة ممكن أن تكون لجنة واللجنة قد تقوم مقام الرابطة، وهذا أمر في غاية الخطورة خصوصا عندما يعتقد به من يظن بهم قيادة العمل الإعلامي الرياضي في المملكة.
الرابطة تتأسس من خلال الأعضاء أنفسهم الذين يجتمعون بدون ضغوط أو قيود أو توجيه، وإنما رغبة داخلية لترتيب البيت الإعلامي الرياضي وتنظيم آلياته وأعماله، أما اللجنة فهي تتشكل لعمل شيء محدد (غالبا عمل تنظيمي وتنسيقي) من خلال جهة معينة حكومية أو خاصة، واللجنة الحالية لا تمثل إطلاقا وجهة نظر الإعلاميين وإنما هي (شكليا) امتداد لإدارة الإعلام والنشر بالرئاسة أو لجنة الإعلام الرياضي التي شكلت قبل 30 عاما تقريبا، بعكس الرابطة التي لا يصدر منها إلا ما يمثل وجهة نظر أعضائها.
ختاما.. أتمنى من الزملاء الإعلاميين الرياضيين المسارعة لتشكيل رابطة للإعلام الرياضي السعودي تحقق أهدافهم وطموحاتهم وتساعدهم على الدفاع عن حقوقهم من خلال مؤسسة مجتمع مدني حقيقية، ولا يمنع أن تتعاون مع لجنة الإعلام الرياضي الآنفة الذكر في بعض الأمور التنظيمية والإدارية.
ولابد لهذه الرابطة عدم المجاملة في تعريف الإعلامي الرياضي وتحديده فيمن مارس العمل الإعلامي (الصحافي) بكل تصنيفاته من خبر وحوار وتحقيق وتقرير ومقال، أما الأعمال الأخرى مثل التصوير أو مقدمي البرامج الرياضية أو المعدين أو المخرجين أو المصورين التلفزيونيين أو المعلقين، فهؤلاء لهم روابطهم المستقلة ولا يجب أن يدخلوا في تعريف الإعلامي الرياضي إطلاقا.