يبدو أن مساعدة الأعداء أضحت اليوم أسهل من أي وقت مضى، كما أن مساعدتهم لم تعد تقتصر على العملاء وخائني الأمانة فقط؛ بل صارت يمكن أن تحدث من أي شخص دون أن يعلم!
هذه المساعدة غير المقصودة تتلخص في تداول المعلومات الأمنية والعسكرية عبر وسائط الاتصال الاجتماعي، بل والحرص على تحقيق قصب السبق في تداول المعلومة ونشرها دون أدنى اهتمام بأثرها السلبي على الموقف الأمني أو العسكري للوطن، فقط ليسجل المغرد نفسه كأول من غرد بها، وليكسب مزيدا من المتابعين على حساب وطنه ومجتمعه.
بل إن الأمر تجاوز التنافس على نشر المعلومات؛ إلى تصوير الوثائق والتحركات العسكرية ونشرها هكذا دون أي مسؤولية أو اهتمام، وكأنما المتضرر النهائي من هذا النشر هو شخص آخر غير من غرّد بها! والأدهى من ذلك والأمر هو أن كثيراً من هؤلاء يعرف الضرر الكبير الذي قد يسببه مثل هذا السلوك على مجتمعه، ولكنها الأنانية المفرطة التي تجعل هؤلاء يستمرون دون أن ترف له أعين!
بالطبع تزايد هذا السلوك يجعلنا ندعو الجهات المختصة إلى الضرب بيدٍ من حديد على من يقوم بنشر الوثائق الرسمية عبر وسائط الاتصال الاجتماعي أو عبر أي وسيلة إعلامية كانت، ففضلاً عن كونها خيانة للأمانة، فهي تعرض أمن الوطن والمواطن للخطر، وللأسف فإن البعض لن يلتفت للغة النصيحة وبيان الأثر السلبي لمثل هذا السباق، بيد أنه سيتوقف حالاً حينما يعلم أنه سوف يتعرض للمساءلة والعقاب.
أيها الأصدقاء وطن الحزم يتعرض للاستهداف والتتبع، فلا نكن يداً مساعدة للأعداء دون أن نشعر، وليتوقف كل من يسابق الزمن في نشر تلك الوثائق والمعلومات حتى يحمى وطنه ويحمى نفسه أيضا.