خلافا لما تحمله القرارات الملكية الأخيرة من مؤشرات تعكس الحكمة والحنكة في حسم مستقبل سعودي نامٍ بالخير والاستقرار، إلا أن أكثر ما ميّز أوامر العهد السلماني -المختلف في الأفعال قبل الأقوال- الإجماع والقبول والرضا الشعبي الكبير، وتحفيز كفاءات وقدرات القطاعين الحكومي والخاص، إذ لم يعد مستغربا أن يمنح كلُ مؤهل وجدير على امتداد خارطة المملكة فرصة اعتلاء كراسي شرف خدمة الوطن والمواطن.
الأسماء التي شملتها الأوامر الملكية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين سدة الحكم، وعلى مدى الـ100 يوم الماضية، اختيرت بلغة الكفاءة والخبرة والقدرة، ففي وقت زمني وجيز أعاد حاكمنا وولي أمرنا رسم وتخطيط البيت السعودي بسلاسة، ومع ما يتماشى والظروف الإقليمية الراهنة، واستنادا إلى معطيات الوقت الحاضر، ومتطلبات المرحلة، في مشهد تفاخر به بلادنا الصامدة أمام أمواج الفتن المتلاطمة التي تعم كثيرا من دول العالم، متوكلا على الله أولا، ثم معتمدا على جيل الشباب المؤهل والقادر على إحداث الفرق والنقلة النوعية، في زمن يتطلب الجد والمثابرة، والعمل بإخلاص ونزاهة.
في القرارات الأخيرة رسائل وعبر، تبدأ بالحرص على هيكلة مستقبل وطن آمن ومستقر، ولجم المرجفين والمتربصين المراهنين على الفوضى والشتات.
ولـالمحمدين القادمين من ساحات المجد إلى قمم المسؤولية، تبقى الآمال والتطلعات في مساحة لا تقل عما يحتلانه من حب وتقدير في قلوب الشعب، فمحمد بن نايف قوة ضاربة تصدت للإرهاب، وهيبة لفتت أنظار العالم، ومحمد بن سلمان مخلص متمرّس وصاحب صولة وجولة، وأصبح نجما يحلق في ميادين الخير والعزة والبطولات.
ومن هنا كانت ملحمة قصر الحكم رسالة للعالم، بأن السعوديين على قلب رجل واحد، يؤازرون قيادتهم في السراء والضراء، دعما وعونا ووقفة حق، مهما اختلفت الظروف وأيا كانت الأسماء.
فشكرا لملك كرّس فينا الوحدة والتلاحم والتكافل، ولوطن يتعلم منه العالم دروسا في الولاء والانتماء.