رأت مراكز الدارسات الاستراتيجية الغربية، وبخاصة الأميركية، في التغييرات التي جاءت بالدماء الشبابية في سدة الحكم ومطبخها السياسي بالمملكة، ديناميكية جديدة في مطبخ القرار السعودي، في إشارة إلى منصب ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أصدر تحليلاً أعده سايمون هندرسون وهو زميل بيكر في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، ومتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج العربي، وتضمن التعديلات الأخيرة التي جرت في العاصمة الرياض، وعدها ديناميكية، كما وصف الأشهر المعدودات التي قضاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قيادة البلاد بأنها اتسمت بالحيوية القصوى والتغيرات الجذرية.
وذهب تقرير معهد واشنطن إلى التأكيد على معلومة مهمة، وهي أن الرياض بالقرارات الجديدة، أعطت مفهوماً مفسراً مختلفاً بالنسبة للمراقبين الدوليين، الذين يحللون السلوك السياسي الداخلي والخارجي للمملكة، وبخاصة تلك التي تحدثت عن وجود الشباب في سدة الحكم. وأشار التقرير بشكل غير مباشر، إلى أن قرارات الملك سلمان الـ26 الأخيرة الصادرة الأربعاء الماضي حملت جديداً على المستوى الإقليمي والدولي، من أن المملكة قادرة على إضفاء حيوية جديدة من الشباب الطامح والقادر على إدارة دفة البلاد، والحفاظ على كونها قائدة الدول العربية والإسلامية. لم يكتفِ التقرير بذلك، بل استند إلى مقطع بحثي من وزير الخارجية الجديد وسفير المملكة في واشنطن عادل الجبير، حينما كان يناقش أطروحة الدكتوراه في جامعة جورج تاون إبان تسعينات القرن الماضي، والتي جاءت في سياق رد غير مباشر على من لا يزال يرى أن التغيرات الأخيرة في بنية السلطة جاءت بشكل مفاجئ وغير واضح.
وتشير دراسة الجبير التي ناقش فيها تصور غموض البعض تجاه كل تغيير في المملكة في دراسته التي حملت عنوان السياسة الخارجية للدولة السعودية، التي كتب فيها: إن وصف ونستون تشرشل للكرملين بأنه لغز ملفوف بالسر مستخبى في الغموض هو مفهوم تقريبي لطريقة تفسير ورؤية بعض المراقبين للمملكة العربية السعودية في العصر الحديث. وبسخريته من هؤلاء المراقبين، اعترف الجبير بأن بلاده فريدة.