على خطى العرب وثائقي تنتجه قناة العربية، يقف خلاله الدكتور عيد اليحيى وقوف حنين على أطلال الماضي حتى تود أن تقول له: لا تهلك أسى وتجلد.
البرنامج مميز بلا شك في موضوعه، ينقل المشاهد إلى تلك الأماكن التي وردت في أشعار العرب القديمة، خاصة الشعر الجاهلي، وخير ممثل له هو امرؤ القيس أول من أوقف واستوقف وبكى واستبكى، ليستمر البرنامج في النجاح يحتاج إلى ما هو أكثر من الوقوف العابر، واستخدام خرائط جوجل، لذلك أقترح على القائمين عليه محاولة ضخ المزيد من الحياة في شريان المكان، ومحاولة إعادته إلى صيغته الأولى، من خلال استخدام التقنيات الحديثة، ومجاميع الممثلين، ليتحول إلى ما يشبه الدراما/ الوثائقية، مع استحضار كل الإكسسوارات التي تقرب الصورة إلى ذهن المشاهد، فالتلفزيون هو ملك لعامة الناس، الذين يحتاجون إلى محفزات أكبر للخيال، وتقريب الصورة المندثرة بقدر من الوسائل البصرية.
يحتاج البرنامج إلى دعم ما يقدمه الدكتور اليحيى من خلال شخصيته، والملحقات التي يستخدمها، واختياراته للملابس، وطريقة إلقائه، بصناعة تلفزيونية كاملة، تستخدم فيها تقنيات الجرافيك بشكل أكبر. الإنتاج الوثائقي يحظى بكثير من التقدير في العالم، وهو يكلف وقتا ومالا وجهدا، والعربية قدمت من خلال هذا البرنامج رسالة بأن الأعمال الوثائقية يمكن أن تكون مشاهدة، ومطلوبة من قبل المشاهد العربي إذا كانت تملك عناصر التشويق اللازمة.
ولا شك أن هناك خطى كثيرة في جزيرة العرب الثرية بتاريخها، تحتاج إلى إنتاج برامج عنها.