مقتل العشرات من المهاجمين لحدود نجران وتدمير آلياتهم * توقف الاتصالات والإنترنت يهدد اليمن بالعزلة
تصدت القوات البرية أمس، لهجوم نفذته مجموعات من الميليشيات الحوثية ومن يساندها من الألوية المتمردة على الشرعية، مستهدفة مراكز حدودية ونقاط مراقبة بمنطقة نجران. وتمكنت القوات البرية من تدمير آلياتها، وقتل العشرات من أفراد الميليشيا، فيما استشهد في العملية ثلاثة من جنود القوات البرية السعودية.
وفيما يلي بيان أصدرته وزارة الدفاع بهذا الخصوص:
في عملية نوعية، قامت القوات البرية اليوم أمس بصد هجوم قامت به مجموعات من الميليشيا الحوثية ومن يساندها من الألوية المتمردة على الشرعية، على حدودنا الجنوبية بقطاع نجران، حيث كانت تلك المجموعات تستهدف مراكز حدودية ونقاط مراقبة سعودية. وقد اشتبكت معها القوات البرية بالنيران المباشرة وغير المباشرة، وبفضل من الله استطاعت قواتنا الباسلة دحر عناصر الشر المعادية، تساندها ضربات جوية مباشرة نفذتها القوات الجوية تجاه المجموعات، ما أدى إلى تدمير آلياتها وإعطاب معداتها المستخدمة، وقتل العشرات من أفراد الميليشيا. واستشهد في العملية ثلاثة من جنود القوات البرية.
وختم البيان بالقول: رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.
وميدانيا، يشكو غالبية اليمنيين من تدني خدمات أشكال الاتصالات كافة، من شبكات هاتفية وإنترنت، مما يشكل عبئا عليهم ويضعهم في عزلة دولية، كما أن توقف هذه الخدمات في المستقبل القريب – إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه – من شأنه أن يعيد اليمن عشرات السنوات إلى الوراء. وتنعكس هذه الصعوبات بشكل خاص على العاملين في مجال الإعلام، لا سيما المرتبطين بالعمل مع مؤسسات إعلامية خارجية، حيث باتت مهمة إرسال مواد صحفية إلى الخارج في غاية الصعوبة.
وأرجعت مؤسسة الاتصالات العامة التوقف المحتمل لخدمات الاتصالات والإنترنت إلى نفاد المشتقات النفطية التي تعتمد عليها مؤسسة الاتصالات الحكومية في تشغيل البدالات المركزية، بعد الانقطاع الكلي والمتواصل للتيار الكهربائي.
وحذرت المؤسسة على لسان مديرها العام صادق محمد مصلح من أن مخزون مؤسسة الاتصالات من مادة الديزل قد استنفد خلال الأسابيع الماضية بصورة متسارعة، بسبب انعدام المشتقات النفطية ومحدودية الكميات التي تم الحصول عليها من شركة النفط، وكذلك الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي العمومي.
ويقول الصحفي علي ميسرة في تصريحات إلى الوطن، الحوثيون مصرون على إبقاء اليمن في دائرة التخلف والرجعية وهم مصممون على قطع وسائل الاتصالات كافة عن البلاد مع علمهم بأن من شأن مثل هذه الخطوة أن توقف عجلة التنمية تماما، وأن تؤدي إلى إغلاق البنوك وكل المؤسسات التجارية أعمالها، لأنه يستحيل العمل من دون خدمات الاتصالات الهاتفية، وشبكة الإنترنت. كما أن المطارات ستتوقف عن استقبال أي طائرات سواء من الداخل أو الخارج.
ومضى ميسرة بالقول وجدنا أنفسنا فجأة غير قادرين على ممارسة أعمالنا فشبكة اتصالات الهاتف والإنترنت التي كانت أصلا تشكو من السوء والتردي باتت مهددة بالتوقف الكلي بسبب مصادرة الحوثيين للوقود المستخدم في توليد الكهرباء، وذلك لتسيير آلياتهم العدوانية ومواصلة اعتداءاتها على المدنيين، وما لم يتخذ المجتمع الدولي قرارات فاعلة على وجه السرعة لردع هذه الجماعة المتمردة، فإن اليمن يمكن أن يكون في مهب الريح.
وأضاف حتى وسائل الإعلام التابعة لهم والخاضعة لسيطرتهم، التي تروج لانقلابهم المشؤوم، ستكون عرضة للتوقف، بسبب انعدام الكهرباء والاتصالات. وتساءل بالقول هل يعي الحوثيون خطورة الوضع المحتمل، وهل يدركون في الأصل أهمية الإنترنت؟ فهم بسبب جهلهم المطبق قد لا يدركون عواقب ما يقترفونه من جرائم بحق الشعب، وتوقف الإنترنت من شأنه أن يصيب المجتمع بحالة هلع كبير، وهو أشبه بحكم إعدام جماعي لكل من في الداخل اليمني، وتوقف وسائل الاتصالات هو تطور خطير لم يحدث في مجتمعات تعاني من حروب أكثر وحشية مما هو الحال في اليمن، مثل أفغانستان وليبيا والصومال.
ودعا ميسرة المجتمع الدولي إلى التحرك بصورة أكثر فاعلية لوضع حلول للأزمة اليمنية، وقال لا أدري سر التراخي الذي يتعامل به مجلس الأمن والأمم المتحدة مع ما يعانيه الشعب اليمني من مآس، والقرار الأخير الذي أصدره المجلس كان واضحا في إلزام المتمردين بالانصياع إلى الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، ومنح المتمردين فرصة محددة لسحب جنودهم من المدن الكبرى، والتراجع إلى مناطقهم الأصلية التي كانوا عليها قبل الحادي والعشرين من سبتمبر من العام الماضي، وهدد في حال عدم تنفيذ هذه المتطلبات بتحرك أكثر حزما، بعد أن تعامل المجلس مع القرار بموجب البند السابع من ميثاق المنظمة الدولية، ومع أن المهلة انتهت قبل أيام عدة، إلا أن المجلس لم يحرك ساكنا، حتى المبعوث الدولي الجديد الذي أعلن عنه لا ندري عن أخباره شيئا.