الرياض: تركي الصهيل

رحبوا بنتائج العمليات الجوية بالإجماع .. ويتطلعون إلى اتفاق نهائي شامل للملف النووي الإيراني

ألقت تطورات الأزمة اليمنية بثقلها على أجندة البحث في أول اجتماع يعقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي منذ عملية عاصفة الحزم التي قادتها السعودية ضمن تحالف عربي لاستعادة الشرعية في اليمن، وذلك في إطار التحضيرات الخاصة بالقمة التشاورية الخليجية على مستوى القادة التي ستشهدها العاصمة الرياض الأسبوع المقبل بضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وستستضيف العاصمة السعودية في الـ5 من مايو الجاري الثلاثاء المقبل قمة خليجية تشاورية ينتظر أن يحضرها كل الزعامات الخليجية التي تعقد بالعادة من دون جدول أعمال، وتركز على أهم القضايا والملفات الساخنة في المنطقة، فيما يترقب أن تشهد تنسيقا في المواقف يسبق القمة الخليجية الأميركية المزمع أن تشهدها مدينة كامب ديفيد، وتجمع قادة الخليج والرئيس الأميركي باراك أوباما.
وفي بيان صادر عن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني أشار إلى وزراء الخارجية رحبوا بالنتائج التي حققتها عاصفة الحزم، وذلك دون الإشارة إلى تحفظ أي من الدول الخليجية على الرغم من حضور وزير خارجية عمان يوسف علوي، والتي لم تشارك بلاده في تلك العملية العسكرية.
وفي الشأن اليمني كذلك، رحب وزراء خارجية التعاون بتعيين خالد محفوظ بحاح نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية، مؤكدا دعمهم الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الشرعية لعقد مؤتمر تحت مظلة أمانة مجلس التعاون، تحضره جميع الأطراف والمكونات اليمنية المساندة للشرعية وأمن واليمن واستقراره، كما أكدوا مساندة دول المجلس التدابير العاجلة التي تتخذها الحكومة لمعالجة الوضع الإنساني الصعب والخطر الذي نتج عن الممارسات غير المسؤولة للميليشيات الحوثية.
وفيما أشاد الوزراء بالمساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة العربية السعودية ودول المجلس، دعوا المجتمع الدولي إلى الإسراع بتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية لليمن، في الوقت الذي ثمنوا صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، داعين إلى تنفيذه بشكل كامل وشامل، بما يسهم في عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن والمنطقة، مرحبين كذلك بتعيين إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن.
وفي كلمة ألقاها وزير خارجية قطر رئيس الاجتماع خالد محمد العطية أكد أن الأوضاع في اليمن اتخذت في الآونة الأخيرة مسارا بالغ الخطورة، ما انعكس سلبا على مسيرة الانتقال السياسي ومستقبل اليمن وأمنه واستقراره وشعبه، مؤكدا أن ذلك الأمر يحمل مخاطر على أمن منطقة الخليج بأسرها، مؤكدا أن عاصفة الحزم جاءت وفق ما أملته المسؤولية التاريخية لدول المجلس كإجراء حاسم لا بد منه، لاستعادة الشرعية التي توافق عليها الشعب اليمني، وحقن الدماء ومنع انزلاق اليمن نحو الفتنة والفوضى.
ولم يغب الملف النووي الإيراني عن دائرة اهتمام وزراء خارجية الخليج، وأوضح الزياني أن الوزراء تدارسوا مستجدات مفاوضات مجموعة 5+1 مع إيران، وأكدوا أهمية أن يؤدي الاتفاق الإطاري المبدئي الذي تم التوصل إليه في لوزان إلى اتفاق نهائي شامل يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها بأن يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني، تحت الإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبما ينسجم مع المعايير الدولية كافة، ويعالج المشاغل البيئية لدول المجلس.
وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن وزراء خارجية الخليج ناقشوا مسيرة المجلس وعددا من التطورات الإقليمية والدولية، ورفعوا توصياتهم إلى قادة دول المجلس للتوجيه بشأنها.
وكان وزير خارجية قطر وصف موقف المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية بالمتخاذل، قائلا إن ما يحدث في سورية كارثة يدفع ثمنها شعب شقيق، مشددا على ضرورة تخلي المجتمع الدولي عن مصالحه الضيقة، والتحرك باتجاه إيجاد حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري المكلوم.