اليوم وغدا بخمس مباريات تختتم الجولة (24) من دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين وسط منافسة شديدة بين المتصدر النصر والوصيف الأهلي وبفارق نقطتين، ومن بعيد يحاول الهلال الثالث اللحاق بهما ولكن دون خطورة حقيقية تذكر.
اليوم النصر يلعب أمام الفيصلي والأهلي أمام الفتح في نفس التوقيت، وهذا شيء جيد يضمن حدا أعلى من النزاهة لمثل هذه المباريات الحساسة والحاسمة والحياد للفريقين في ظل تنافسهما الشرس على تحقيق اللقب.
نتائج الليلة قد تساهم في تحديد نهاية القصة، وإن كنت أتوقع استمرار الفارق النقطي كما هو مما يعني استمرار المنافسة بينهما في الجولتين الأخيرتين والتي ستكون إحداهما ملاقاة النصر لغريمه التقليدي الهلال، وملاقاة الأهلي لغريمه التقليدي الاتحاد وسيسعى كل منهما الهلال والاتحاد لوضع بصمته على بطولة الدوري من خلال إيقاف أو تعطيل منافسه اللدود إما بالفوز عليه أو التعادل معه.
فنيا، النصر والأهلي يغردان خارج سرب بقية الفرق كنجوم وكعطاء وانسجام وترابط واستقرار إداري وبالتالي يظهر لي أنهما سيواصلان الفوز حتى خط النهاية وهذا المسار سيؤهل النصر لتحقيق اللقب للمرة الثانية.
مشكلة النصر خلال هذه المرحلة أصعب من شقيقه الأهلي لكونه لايزال متصدرا منذ بداية الموسم، وبالتالي فإن فقدانه الصدارة سيكون شيئا محزنا جدا لعشاقه، وأيضا لايزال النصر يقاتل على جبهات أخرى مثل دوري أبطال آسيا بينما الأهلي تحقق له الانتقال لدور الـ16 قاريا.
الأهلي حقق بطولة كأس ولي العهد هذا الموسم وهذا يعطيه نوعا من الارتياح النفسي بعكس النصر الذي لم يحقق شيئا حتى الآن في هذا الموسم، وعليه تأكيد جدارته وحضوره من خلال المحافظة على اللقب الكبير خصوصا انه لم يتبق إلا ثلاث جولات وإن كانت تسمى جولات كسر العظم في العرف الرياضي.
الأخطر أن هناك (6) أندية تصارع من أجل البقاء، والبقاء في دوري جميل أمر مهم وحيوي للنادي وللمنطقة التي فيها مقر النادي ولجمهوره وللاعبيه لأن الهبوط يعني الشتات لكل ذلك، فالأمور المادية تكون شبه معدومة في دوري الدرجة الأولى والمحترفون سيبحثون عن أندية أخرى وصعوبة المنافسة في دوري الأولى أكثر منها في الممتاز، وأقرب مثال نادي الاتفاق الذي هبط الموسم الماضي وسيبقى موسما آخر وقد يلحق بشقيقه النهضة الذي أمضى سنوات طويلة في هذا الدوري قبل أن يعود، ويبدو أن الوضع الاتفاقي ليس بعيدا إن لم يتم تداركه.
بلغة الأرقام لايزال الخليج وهجر ونجران والرائد والعروبة والشعلة تحت مظلة احتمال الهبوط، ومنطقيا العروبة والشعلة أقرب لمغادرة دوري جميل بعد رحلة ممتعة وصعبة عاشها الناديان خلال العامين الماضيين.
إن التفكير في هبوط ثلاثة أندية وصعود ثلاثة من الدرجة الأولى، أعتقد أنه أمر حيوي ويستحق النقاش وعمل دراسات فنية وعقد ورشة عمل لمثل هذا الأمر، فالكل يعتقد أن النهضة الذي ظل متصدرا طوال الموسم كان يستحق الصعود وبهذه الآلية ستكون كل المباريات في دوري جميل مهمة حتى مباريات أندية الوسط.