أديب الآغـا

ما يطلبه المشاهدون أو ما يطلبه المستمعون، جملتان شهيرتان ترددتا في آذاننا منذ الصغر لبرامج فنية أو درامية أو غنائية تقدمها معظم التلفزيونات والإذاعات العربية.
التقليعة الجديدة التي عايشت التطور التقني في القرن الـ22 هي ما يطلبه المشاهد أو المستمع من أخبار تروق له!
لا أتحدث عن التلفزيونات الرسمية، إنما أتحدث عن القنوات الفضائية الخاصة التي لا تنقل إلا ما يناسب موقفها وموقف إدارتها والعاملين فيها، أو من يمولها، حتى وإن كانت دولا معادية أو صديقة!
لم تعد المهنية هي الفيصل في نشر الأخبار، ولم تثبت أي قناة نجاحها وأنها للرأي والرأي الآخر، وإن ادعت ذلك!  
الآن، لكل قناة توجه مع هذا الطرف أو ذاك، فتجدها تمجد لخسارة حرب وتدعي الانتصار، فيما الأخرى تحتفي بالنصر! وتلك التي تصف ما يحصل في بقعة جغرافية بأنه ديموقراطية، فيما أخرى تقدمه على أنه انتهاكات للحريات وقتل للمدنيين.
عاصفة الحزم التي نفذها التحالف لنصرة الشرعية في اليمن، وصفت في قنوات عربية فارسية بأنها عدوان!
مختصر القول، إن المشاهد أصبح ضحية التضليل من هذه القنوات تحت بند أنها أو مالكها يتبع هذا البلد أو الحزب أو الجماعة أو حتى دولة معادية، وأصبح الإطار العام لهذه القنوات: نقدم لك ما تريد أن تسمعه، ومستعدون للكذب وقلب الحقائق حتى تستمتع وتنام قرير العين.