يشتكي كثير من المواطنين من ارتفاع رسوم تأشيرات الاستقدام

يشتكي كثير من المواطنين من ارتفاع رسوم تأشيرات الاستقدام، لكنهم وهم يشتكون لا يلتفتون إلى مشكلة البطالة وشكاوى العاطلين عن العمل من الشباب، فيما الوافدون يتزايدون عاماً بعد آخر، ويعملون في مهن كثيرة لا تتطلب تأهيلاً نوعياً متفوقاً، بل إن بعضهم يجيء ليتعلم فينا ويتدرب عندنا، ومهما قلنا عن أنفة شبابنا، واستنكافهم العمل في بعض المجالات والمهن فإن الواقع يقول إن هناك شباباً كثراً يبحثون عن أي عمل مهما كان سيما أولئك الذين لم يحصلوا على مستوى جيد من التعليم وتسربوا من المرحلة الابتدائية أو ما بعدها بقليل، لكن العمالة الوافدة تزاحمهم وتخطف الفرص من أمامهم، لأسباب لن تتلاشى إلا بتوقف تدفق هذه العمالة، سواء كانت تلك الأسباب تتعلق بالأجور المتدنية جداً، أو بالعمل ليلاً ونهاراً دون تحديد وقت، وهما أمران لا يقبلهما السعوديون، وأرباب العمل لن يغيروا عاداتهم فيهما ما لم يجدوا أنفسهم مجبرين على حد أدنى للأجور تفرضه الدولة أو السوق، وعلى ساعات عمل محددة تستبعد مسألة المزاج وخادم تحت الطلب في أي وقت دون تكاليف إضافية.
الزميل الأستاذ داود الشريان اقترح في زاويته أضعف الإيمان بصحيفة الحياة يوم الاثنين الماضي تحت عنوان الابتعاث مقابل الاستقدام، اقترح استثمار الاستقدام بإضافة 500 ريال كرسوم على إقامة الأجانب مستثنياً عمال المنازل، وفي شكل تصاعدي بحيث يصبح رسم الإقامة عام 2020 ما يوازي 7500 ريال، وقال إن هذا سيوفر مبالغ تبدأ من سبعة مليارات ريال وصولاً إلى أكثر من أربعين مليار ريال في نهاية المدة التي حددها بعشر سنوات، وذلك لتوفير ما يحافظ على ابتعاث أكثر من مئتي ألف طالب خلال الفترة بواقع عشرين ألف طالب سنوياً.
وقد عدد الزميل الإيجابيات الكثيرة التي سيحققها هذا الإجراء، وأود أن أضيف لها، أن هناك عدداً كبيراً من العمالة الوافدة هي التي تدفع رسوم الإقامة نيابة عن كفلائها بهدف البقاء داخل الوطن، بل إن هناك نوعاً آخر من العمالة تدفع فوق رسوم الإقامة مبالغ شهرية لكفلائها، وهذه العمالة هي التي تخطف فرص العمل المتاحة أمام السعوديين الذين أشرت لهم في بداية المقال.
إن إجراء كهذا الذي يقترحه الزميل الشريان سيصيد عدة عصافير بحجر واحد، فهو سيخدم الابتعاث ويقلل الاستقدام، ولا أرى أن يتم استثناء العمالة المنزلية منه السائقين والخادمات فمتى انضبطت الأسرة السعودية في مطالبها فستجد من يخدمها ويقود سيارتها من أبناء وبنات الوطن، ولن يضبط الناس ضابط مثل الاقتصاد . الفلوس أكبر وأفضل مؤدب ومنظم في هذا الزمن.