نجران: صالح آل صوان، سالم المحامض

استهداف السد محاولة فاشلة .. والكاميرات الحرارية تكشف تحركات الإرهابيين قبل مقتلهم

كعادة أهل الغدر، لا يملكون شجاعة المواجهة وجها لوجه إلا من وراء جدر تخفيا في ظلمة الليل، حيث كانت الساعة الـ 11 من مساء أول من أمس موعدا مع قصة جديدة يسطرها أبطال القوات المسلحة ورجال حرس الحدود المرابطين على الثغور ذودا عن الوطن أثبتوا خلالها للعدو الخائن أن محاولاته يائسة، وأن أمن المملكة خط أحمر لن يتمكنوا من اجتيازه مهما كانت حجم خططهم.
وبحسب المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي بأنه أثناء أداء رجال حرس الحدود وزملائهم بالقوات البرية مهماتهم في نقطة أمن رقابة عدم المتقدمة بمركز السد في منطقة نجران تعرضوا لإطلاق نار كثيف وقذائف هاون من داخل الحدود اليمنية، مما اقتضى الرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف، ونتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد الجندي أول صالح مانع محمد المحامض من رجال حرس الحدود وإصابة إثنين آخرين من القوات البرية وحرس الحدود، حيث تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
الوطن رصدت الواقعة من خلال لقاءات ميدانية على النحو التالي:

 سد نجران
أكد مصدر مطلع في تصريح إلى الوطن أمس أن سد منطقة نجران لم يكن هو الهدف الرئيس للمحاولة الفاشلة التي تعرض لها أحد مراكز حرس الحدود العاملة على السد، وإنما كان رجال القوات المسلحة وحرس الحدود هم الهدف المباشر لإحداث أكبر قدر من الخسائر وسطهم، لكن الجنود البواسل كانوا لهم بالمرصاد.
وكشف أن كاميرات نظام الرصد الحراري رصدت محاولة تسلل عدد من الأفراد من الجانب اليمني، وعلى الفور أخذت القوات المرابطة كافة احتياطاتها اللازمة، وفور اقترابهم من نقطة مركز السد بادروا بإطلاق كثيف للنيران، وتم الرد عليهم بالمثل وقتلوا جميعا، كما استشهد الجندي أول بقوة حرس الحدود صالح المحامض 25 عاما، وإصابة زميله الجندي أول أحمد طاهر شوك 31 عاما وحالته مستقرة بمستشفى الملك خالد، وفرد ثالث من القوات البرية.

العدة والعتاد
يعد مركز السد أحد نقاط الرقابة الهامة المتركزة في سد وادي نجران، ويتبع إداريا لقيادة قطاع حرس الحدود بسقام، وهو مجهز تجهيزا كاملا بالكاميرات الحرارية وأسلحة من نوع رشاش عيار 50 ملم، إضافة إلى قوة مكثفة من رجال حرس الحدود.

أمير نجران يعزي
من جهته نقل أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمس تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، إلى أسرة شهيد الواجب الجندي صالح المحامض، وكان في استقباله لدى وصوله منزل أسرة الشهيد في حي الغويلا بنجران والد وأشقاء الشهيد.
وقال أمير نجران لذوي الشهيد إنني وأنا أنقل التعازي لكم، أعبر عن فخري واعتزازي بالشهيد البطل الذي استشهد في ميدان الشرف وهو يدافع عن الوطن، مؤكدا أن الشهيد ومن استشهد من قبل هم فخر واعتزاز القيادة والشعب السعودي لأنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل أن يبقى الوطن شامخا، داعيا الله بأن يرحم الشهيد وأن يسكنه فسيح جناته.
وعبر ذوو الشهيد عن شكرهم لأمير المنطقة على تعازيه ومواساته، مؤكدين أنهم وما يملكون فداء للوطن. وحضر العزاء قائد قوة نجران اللواء ركن فايز عبدالله الشهري ومدير شرطة نجران اللواء يحيى الزهراني وقائد حرس الحدود اللواء علي آل نمشة.

وفاء وتضحية
منذ أن تقاعد وكيل الرقيب مانع بن محمد المحامض عام 1418 وهو يروي لأبنائه القصص البطولية والدور الكبير الذي يقوم به رجال حرس الحدود، حتى سجل ابنه الشهيد صالح قبل سبع سنوات في قطاع حرس الحدود.
يقول المحامض بقدر مصابنا وحزننا العميق كحال أي أسرة تفقد ابنها، إلا أننا فرحنا باستشهاده للذود عن وطنه ودينه كأول شهيد من أبناء قبيلة يام في عاصفة الحزم، ونعد ذلك مصدر فخر واعتزاز لقبيلة يام التي سبق وأن زفت أبناءها للشهادة في معارك سابقة في سبيل الذود عن الوطن والدين، وهذا ما خفف مصابنا ونحن رهن إشارة مليكنا ووطننا لتقديم كل ما من شأنه خدمة ديننا ووطننا، حيث عمل ابني لمدة ست سنوات في قطاع حرس الحدود بجازان والتحق للعمل في قطاع سقام قبل عام رحمه الله.
وأشار إلى أنه سبق له المشاركة في ثلاث معارك إبان عمله في حرس الحدود لمدة 22 عاما، حيث شارك في معارك الغريميل والقفال والعناب وحصل على نوط الشجاعة.

 أول شهيد
وكانت جموع غفيرة من أهالي نجران قد شيعوا فجر أمس جنازة شهيد الواجب المحامض كأول شهيد للمنطقة منذ بدء عمليات عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن، بعد تبادل إطلاق نار مع المسلحين الحوثيين الانقلابيين، وبشهادة زملائه فقد أبلى الشهيد المحامض بلاءا حسنا شأنه شأن زملائه حتى أصابته رصاصة أثناء مواجهة العدو.
وتحدث أحد أقارب الشهيد وزميله بالعمل في حرس الحدود النقيب إبراهيم المحامض عن الشهيد قائلا كان الشهيد نعم الزميل وعرف بين زملائه بالولاء والإخلاص والتفاني والانضباط في عمله وملفه يشهد له بذلك، سائلا الله أن يتقبله في قائمة الشهداء وأن يلهمهم جميعا الصبر والسلوان.


آل نمشة: الأهالي درع حصين
أكد قائد حرس الحدود بالمنطقة اللواء علي آل نمشة أن أهالي نجران أحد أكبر قبائل الحدود السعودية تعاونا مع رجال حرس الحدود والقوات المسلحة.
وقال في تصريح إلى الوطن أولا أقدم التعازي لذوي الشهيد الجندي المحامض وأدعو الله له بالرحمة والمغفرة، وبشفاء المصابين، ثم أؤكد أننا في حرس الحدود نذرنا أنفسنا خدمة للدين ثم المليك والوطن، وقد تعودنا على مثل هذه المحاولات الفاشلة التي لن تزيدنا إلا رباطة جأش وقوة في رد كيد المعتدي، كما أود الإشارة إلى التعاون الكبير الذي يلقاه رجال حرس الحدود من أهالي منطقة نجران، والذين أعدهم درعا حصينة على الحدود، فهم أهل الولاء والكرم والشجاعة، وأقدر لهم دائما مواقفهم الوطنية الصادقة في جميع المواقف، منوها بأن والد الشهيد المحامض كان أحد زملائهم ومن خيرة رجال حرس الحدود حتى تقاعد وقدم ابنه فداء للوطن.