بعد أن تم تأجيله لأكثر من مرة ولأسباب وظروف مختلفة، ها هو الملتقى الأدبي النقدي الأول لنادي أبها الأدبي الهُويّة والأدب يقام بحضور أسماء أكاديمية وثقافية من عدد من الدول العربية.
وعلى الرغم من أن هذا الملتقى سيركز على علاقة الأدب بالهوية من خلال دراسة العديد من الأعمال الأدبية أو الإصدارات اللغوية، إلا أن الظروف المحيطة تجعلنا نتمنى من المشاركين والحضور التطرق إلى تأثير الصراعات السياسية والأيديولوجية التي تعصف بالعالم العربي، في مفهوم الهويات الوطنية والقومية، وفتح نقاش شفاف حول المظاهر الجديدة لصراع الهويات حتى خارج إطار الأعمال الإبداعية المكتوبة، خصوصا أن بعض ما تتطرق له الأوراق كتب في عقود سابقة لها ظروفها التي قد تكون تغيرت بفعل التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية.
صحيح أن تشكل الهوية هو تراكم زمني طويل في الغالب، لكن الصحيح أيضا - كما أعتقد - هو أن الصراعات السياسية التي تؤطر في قوالب أيديولوجية لها تأثير سريع جدا في تشكل هويات جديدة للمجتمعات، مظهرها الأبرز هو الصراع الدموي لا التناغم والتثاقف.
لذلك من المهم أن يكون للمثقف والمفكر رؤيته المستقلة وتحليله العلمي لا العاطفي، فلو سار دائما في ركب العواطف لما كان مثقفا نزيها.
فمن أبرز مهمات المثقف المؤثر في جميع دول العالم هو أن تكون له زاوية رؤية جديدة لكل الأحداث التي تحيط بمجتمعه، ومن خلال هذه الرؤية يقترح الحلول العملية لأي صراع اجتماعي يهدد السلم الاجتماعي.
والأهم من هذا أن يعطى المثقف العربي الوطني الحقيقي الفرصة والحرية المسؤولة، لكي يصل صوته إلى صناع القرار في كل الدول العربية. ففي ظل التشظي الكبير الذي يعانيه الوطن العربي، تبقى الهوية العربية الإسلامية، الجامع الأكبر للشعوب، بعد أن أصبح الدين الإسلامي العظيم أداة لأصحاب الأجندات الطائفية والأيديولوجية الضيقة الذين لا تنام لهم عيون إلا والدماء تسيل. والذين للأسف أصبحوا أدوات تدمير وخراب، تحركها قوى الشر من مختلف دول العالم.