صالح العبد الرحمن التويجرى

عاصفة الصحراء وعاصفة الحزم أختان في المضمون والأفعال والقصد والنتيجة. فعندما هبت على وطننا الكبير عاصفة الصحراء بسبب اعتداء رئيس العراق آنذاك صدام حسين على إخوتنا الكويتيين مستهترا بالأنظمة الدولية والجيرة الأخوية والأصالة العربية والأخوة الإسلامية، فاستولى على منابع البترول الكويتية، وتسبب في قتل من قتل، وتشريد من شرد، فانهالت عليه النداءات الأخوية والصديقة والدولية للرجوع عن تحقيق مآربه الخاطئة، بقيادة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، رحمه الله، فلم يستجب ومن أجل الأخوة الإسلامية انصر أخاك ظالما أو مظلوما.
ومن أجل الأخوة والأصالة العربية ووفاء بحق الجار خاصة من استجار، قاد فارس الأمة آنذاك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، حملة عربية وإسلامية وأممية لكبح جماح المعتدي وردعه لأنه ظالم، ورد الحقوق إلى أصحابها.
في هذا العام هبت ريح الاعتداء من يمنيين خارجين على النظام، ناصبوا الدولة العداء واستولوا على السلطة، وما ذلك إلا بتوجيهات من إيران العدو المتربص بكل المنطقة، فبئس القوم الذين خانوا وطنهم استجابة لعدو الوطن، وما إن استفحل أمر تلك الطغمة الحوثية في أرض اليمن، وتوالت اعتداءاتهم على كل شيء في الوطن، فأسالوا الدماء وشردوا المواطنين وفجروا وخربوا الكثير من البنية التحتية لوطنهم، وحينما لم تفلح معهم المحاولات والنقاشات من قبل الحكومة وبواسطة إخوتهم الخليجيين، لجأ الرئيس اليمني إلى المملكة لإنقاذ اليمن من براثن الحوثيين.
وما هي إلا أيام قلائل وإذ بخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وأيده بنصره جيّش الجيوش بقيادة أبناء هذا الوطن وبمساعدة من الدول المستجيبة للنداء، فما هي إلا لحظات وإذ بأسراب الطائرات تدك معاقل المعتدين وتحاصرهم في عقر دارهم، وتدمر طائراتهم وأسلحتهم وذخائرهم ومراكزهم، ومن ثم فتحت المملكة أبوابها للحكومة اليمنية لتدير شؤونها من داخل المملكة، حتى تستقر الأوضاع هناك.