تسهم الصورة الفوتوجرافية في إبراز محطات توثيقية مهمة تختصر رؤيتها كثيرا من الكلمات وتشد البصر الذي هو بمثابة الزاجل السريع ليقوم بنقلها إلى المراكز المختصة في الدماغ ليحلل مضامينها ويتفحص زواياها ودقة ومهارة ملتقطها، وربما يتوقع زمن التقاطها. ما دفعني إلى الكتابة هو النبل الذي تجلى بفعل أبناء الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- باستعادة سيرته من خلال معرض الفيصل.. شاهد وشهيد، كيف لا وهو صاحب الفضل في إقامة صرح الجبهة العربية الموحدة التي وقفت أمام الزحف الصهيوني وتمدده، وهناك شبه إجماع للمؤرخين على أن صلابة موقفه دعمت الحق العربي وكسبت مساندة دول أوروبية وأميركية.
ولهذا أنجز أبناؤه البررة المعرض ليبقى الملك فيصل ماثلا في الذاكرة الجمعية للناس على صدق وجرأة مواقفه تجاه قضايا أمته.
وفي السياق نفسه، استوقفتني مبادرة أبناء وأحفاد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في استعادة ذكراه من خلال معرض وندوات وتاريخ الملك فهد الفهد.. روح القيادة الذي افتتحه الأسبوع الماضي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.
هذا الإرث الموثق عن اثنين من أبرز حكام العرب: الشهيد الفيصل والفهد دليل حتمي على دورهما الرائد في تطوير المملكة العربية السعودية، إضافة إلى مساندة ونصرة القضايا العادلة لكل شعوب العالم.
وما نتمناه هو أن يجوب هذا الإرث الجميل للراحلين ليس البلاد العربية، بل العالمية أيضا.