ليتنا في مواجهة بعض الآراء المضادة لعاصفة الحزم نتولى تشكيل فريق من الإعلاميين والمحللين السياسيين والعسكريين وأن يقوم هذا الفريق بجولة عربية ودولية لشرح مسوغات هذه العاصفة لمن يجهلون أهدافها
سيذهب في تأييد ما أقوله هنا كثير من المواطنين الإعلاميين أو المتلقين، وهو أن عاصفة الحزم تحتاج لتحقيق أهدافها إلى عاصفة إعلامية سعودية تواجه هذا المد السوقي الرخيص، الذي يتجشأه مجموعة من الناصريين، وبعض القومجية في بعض القنوات العربية العامة والخاصة، وهم بعض من الذين أكل عليهم الدهر وشرب وما زالوا يحملون مشروعا طوباويا فاشلا يتقدمهم كبيرهم الذي علمهم السحر وأعني محمد حسنين هيكل، الذي رغم تقادمه وتوالي كذبه وفشله إلا أنه يجد له مجالا فسيحا لترويج حكاياته التي تنسب كلها إلى موتى.. لكنها الآلة الإعلامية الناصرية التي لا زالت منذ حرب اليمن الأولى وحتى الآن تجتر أحقادها علينا وعلى بلادنا ويغيظها دورنا القيادي عربيا وإسلاميا، وكذا المكانة الدولية التي تتسنمها بلادنا. ويسعدني كثيرا مثل هذا الغيظ الذي أجده مرا في حلق الناصري أحمد عز الدين وذلك لأنه سيتعب منا كثيرا وكذلك الحال مع إبراهيم عيسى، ويصطف إلى جوار هؤلاء القومجية مجموعة إعلامية أخرى استطاعت إيران أن تشتريهم خلال العقود الماضية حتى كونت لنفسها جبهة عريضة من زناة الكلام الذين يبيعون شرف المهنة ومصداقيتها بحسب الحوالة التي يتم إيداعها شهريا.
قد يحتج علي أحد العارفين ببواطن الأمور ويقول إننا أوفر مالا وأندى يدا فلماذا لا ندفع؟
وأقول لكل من يحاججني إننا في الواقع ندفع، لكن دفعنا لا ينفع رغم أننا أسخى في الأعطيات!! ومن هنا يبرز السؤال التالي:
لماذا تدفع إيران أقل فينجذبون إليها أكثر رغم أن دولارنا أعلى؟
وردي على هذه الإشكالية هي أن إيران ومندوبيها في سورية وحزب اللات يمارسون سياسة الترغيب والترهيب، فهم يدفعون الأقل لكنهم يهددونهم ويبتزونهم ما لم يصطفوا في طابور النباح، ثم يأتي السؤال المنطقي كما يلي: هل علينا أن نفعل مثلهم؟!
وأن نمارس هذا الابتزاز والرخص الأخلاقي خطفا وتهديدا وإخافة؟
والجواب بالنفي طبعا. إننا بالمقابل مطالبون باستقطاب الكوادر الإعلامية الوطنية والاعتماد على القدرات والطاقات السعودية التي أثبتت نجاحا إعلاميا لافتا.
ومعلوم أن رؤوس الأموال السعودية والخليجية هي التي تسيطر على أبرز مفاصل الإعلام العربي، ومن هنا فإن من مقتضيات هذه السيطرة أن ننمي الولاء لنا في نفوس الإعلاميين العرب الذين فتحنا لهم قنواتنا وعلمناهم حتى برزوا وصار لهم شأن حين لم يكونوا من قبل شيئا مذكورا.
إن مما يحز في النفس أن معظم الجرابيع الذين صاروا يشتموننا هم الذين تدربوا وتعلموا ألف باء الإعلام على منصة قنواتنا التجارية: الـأم بي سي أو الأوربت وغيرهما، والحال كذلك مع بعض الكتاب الذين أصابهم الموات لكننا أعدنا لهم الحياة وأنعشناهم من جديد لكنهم في ظل عاصفة الحزم هذه الأيام يتحدثون عن ذكرياتهم في اليابان أو عن أحداث نيكاراجوا أو ينهمك أحدهم في كلام عن صراعات حاكم كوريا الشمالية!
أتمنى حقيقة بعد انكشاف العورات الإعلامية العربية التي تباع وتشترى في سوق النخاسة أن ندرك أننا نحن عرب الصحراء محسودون بسبب هذا النماء والتطور والاستقرار والرخاء الذي نعيشه، وهم في هذا الاتجاه لا يجدون سببا لتغيرنا وتطورنا إلا هذا البرميل النفطي!
وتناسوا لفرط غلهم وحسدهم أننا فقط قد أحسنا استخدام هذا البرميل، بل وأننا قد سيّرنا ملايين البراميل من بلادنا إلى بلادهم على نحو أسهم بقدر واضح في تنميتهم، وأن كثيرا من الحوالات المالية كانت تتدفق على بلادهم بفضل أبنائهم الذين يعملون عندنا معززين مكرمين.
ولهذا أنتظر أن تتبع عاصفة الحزم عاصفة أخرى ولنسمها عاصفة الكلام، ونضع فيها المعايير التي تجعلنا نعرف من معنا، ومن ضدنا، وكيف علينا أن ندير معركة الإعلام وكيف علينا أن نتكل على أبنائنا كما اتكلنا في عاصفة الحزم على طاقاتنا العسكرية المحلية التي أذهلت كل الذين حسبوا أننا لا نحسن الانفراد والاستقلال بقرارنا والاعتماد على قوتنا الذاتية.
أخيرا ليتنا في مواجهة بعض الآراء المضادة لعاصفة الحزم نتولى تشكيل فريق من الإعلاميين والمحللين السياسيين والعسكريين، وأن يقوم هذا الفريق بجولة عربية ودولية لشرح مسوغات هذه العاصفة لمن يجهلون ربما أهداف هذه الحملة أو الذين لم نشعرهم كما يجب بحجم الخطر الذي داهمنا من خاصرتنا الجنوبية من خلال التمرد الحوثي المدعوم سلفا من إيران.
وقد سبق خلال غزو العراق للكويت أن تم تشكيل فريق مماثل من الأساتذة وقادة الرأي السعوديين وجالوا في كثير من العواصم الغربية، والالتقاء هناك بأطياف مختلفة من قادة الرأي والإعلام على نحو أكسب عاصفة الصحراء حينذاك التأييد الواسع، وهذا ما يجب أن يحدث أيضا في عاصفة الحزم لتقليل وردع التضليل الذي تبثه القنوات العربية المستأجرة من إيران.
بقي القول أخيرا إنه يجب أن تكون عاصفة الحزم مفرقا في التعامل مع الآخر الذي يجب أن يعرف قدرنا جيدا وأن يدرك بلا منة فضلنا، وأن يثمن دورنا، وأن يعرف أن ما قبل عاصفة الحزم من مواقف تتلبسها الميوعة والرمادية والتلون والنفاق والمزايدة حالة لا يجب أن تستمر بعدها.