بيروت: نانسي فاخوري

توقعت مصادر مطلعة أن يتم تحرير العسكريين المختطفين لدى تنظيم جبهة النصرة خلال أقل من أسبوعين، مشيرة إلى أن المفاوضات الجارية بين الحكومة اللبنانية والمتشددين، برعاية قطرية تركية قطعت شوطا كبيرا، ووصلت في الوقت الحالي إلى مرحلة متقدمة جدا على خط التفاوض، مضيفة إلى أنه تم الاتفاق على تحرير العسكريين المخطوفين، مقابل إطلاق الدولة اللبنانية عددا من الموقوفين في سجن رومي، من غير المحكومين والإرهابيين.
وعن المخطوفين لدى داعش أوضح المرجع أن المفاوضات لا تزال متوقفة مع هذا التنظيم، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن تحرير العسكريين الأسرى لدى النصرة سينعكس إيجابا على الملف برمته، وسيفتح المجال أمام مواصلة العمل في سبيل تحرير بقية المخطوفين الآخرين.
وكان المدير العام لقوى الأمن العام اللواء عباس إبراهيم عاد فجر أمس من تركيا والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري فور عودته من الخارج. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن إبراهيم أطلع بري على الخطوات كافة التي تم اتخاذها وعلى ما تم التوصل إليه في المفاوضات.
وكان أهالي العسكريين أكدوا في بيان أصدروه أمس تأجيل تحركاتهم الضاغطة، بانتظار عودة إبراهيم، نظرا لما رشح من أجواء إيجابية رافقت زيارته الخارجية.
من جهة أخرى، عقدت أمس جلسة جديدة من الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وعلى الرغم من عدم صدور أي تسريبات من داخل الجلسة إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن أجواء الحوار كانت عادية، وأن الطرفين تطرقا إلى الاحتقان الذي بدا في الأجواء نتيجة تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، العدائي بحق المملكة والدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم.
وكانت أنباء سرت أول من أمس عن أن جلسة الحوار الأخيرة ربما تشهد مزيدا من الشد والجذب الذي ربما يعيد مسيرة الحوار إلى النقطة الأولى.
إلى ذلك، رأى عضو تيار المستقبل النائب محمد الحجار أن حزب الله هو المسؤول عن أجواء التصعيد الحالية، وقال في تصريحات صحفية تصعيد حزب الله وموقفه المرفوض من كل ما هو عربي وعروبي في المنطقة، والتحاقه الكامل بالمشروع الفارسي الذي يسعى إلى تحقيق مكاسب على حساب أهل المنطقة، أضاف نقطة خلاف أخرى جدية وعميقة إلى نقاط خلافنا السابقة معه في موضوع السلاح، والتورط في الأزمة السورية، وملف المحكمة الدولية. وأضاف ممارسات الحزب الأخيرة زادت من مستوى الشحن الداخلي الذي يسعى الحوار إلى خفضه، ورغم ذلك فإن تيار المستقبل، ورغم كل ما قام به الآخرون مصرٌّ على استكمال الحوار حتى تحقيق أهدافه في نزع فتيل التوتر الطائفي والمذهبي بين اللبنانيين، وانتخاب رئيس جمهورية توافقي، والعمل على فصل ما يحصل في المنطقة عن الداخل اللبناني. وعدّ الحجار أن نجاح الحوار يتوقف على الرغبة الحقيقية لقيادة حزب الله الذين عليهم أن يراجعوا حساباتهم، ويعودوا عن هذه المواقف من أزمات المنطقة وما يحصل في لبنان.