مرجوج هزازي هو اسم مستعار لشاب استطاع أن يخترق أجهزة عدة تعود إلى وزارة التعليم، وحدث بينه وبين الوزير نقاش في توتير. السؤال المطروح هنا هو: كيف يجب أن نتعامل مع هذه الاختراقات؟ هل نكتفي بوضعها في خانة الجرائم المعلوماتية؟ أم نعدّها خدمة يقدمها مرجوج وأمثاله لهذه الجهات حتى تتبين مدى هشاشة مواقعها الإلكترونية، ومن ثم يحصنونها قبل أن تقع هذه المعلومات في أيد مشبوهة، تستخدمها بشكل يضر بمصالح البلاد؟
العقل والحكمة يقولان إن هذه التقنيات الجديدة نعمة من الله، لكن يمكن أن تتحول إلى نقمة، وأن كل حياتنا التي كنا نحتفظ بها في أرشيف ورقي وصناديق حديدية، أصبحت الآن عائمة في فضاء السايبر.
هذه المعلومات ربما تبدو للبعض غير مهمة، لكن في زمن مضى كانت الدول ترسل الجواسيس ليضحوا بحياتهم من أجل الحصول على بعض منها، أما اليوم فيمكن تحليل المعلومات التراكمية في مواقع بعض الجهات مثل وزارة التعليم -وإن كانت معلومات مدنية- ومعرفة كثير عن المجتمع، وطريقة حياته، ولا نختلف أن الأكثر خبرة بهذه التقنيات هم الشباب الذين نشأوا معها وأتقنوها، لذلك تجب الاستعانة بهم، بل وجعلهم بالونات اختبار حقيقية لقوة المواقع الإلكترونية، وأقترح إقامة مشروع عام يتحدى الشباب باختراق المواقع المهمة والإبلاغ فورا عن الاختراق دون التصرف بالمعلومات مقابل تعيين كل من نجح في اختراق أحدها في حماية الموقع نفسه، وبمكافأة كبيرة، بشرط أنه حين يأتي من يتفوق عليه ويخترقه في أي وقت يأخذ مكانه. وقتها سترون من مواهب الشباب العجب العجاب.