مستحيل أن يوقع الاتحاد السعودي لكرة القدم عقدا مع مدرب كرة قدم بمبلغ ( 56) مليون ريال!! هذا رقم خرافي وغير مقبول ومرفوض ولا يمكن تصديقه، لأن مثل هذا المبلغ الذي سيعطى للمدرب في خمس سنوات بالإمكان أن يصنع أكاديمية كاملة للمدربين الوطنيين تؤهلهم لتدريب أعتى منتخبات العالم.
مشكلتنا المبالغة في الأرقام واعتقادنا أن الرقم إذا أصبح كبيرا جدا ومبالغا فيه فإن ذلك دلالة على نجاح الصفقة وقوتها، وهذا غير صحيح إطلاقا ولا أعلم كيف استطاع اتحاد القدم استقطاع مثل هذا المبلغ العالي جدا من دخله السنوي، أو حتى من وزارة المالية التي يجب ألا تسمح بمثل هذا الرقم  الخيالي لكي يمنحه لمدرب كرة قدم!!.
لو أن هذا المدرب سيقودنا للفوز ببطولة القارة والتأهل لدور الثمانية في كأس العالم فبالإمكان التفكير قليلا في الموضوع ورفضه، ولكن أن يعطى مدرب هذا المبلغ لمنتخب يحتل المركز (95) في التصنيف الشهري للفيفا وطموحاته الفوز بدورة الخليج العربي أو غرب آسيا أو المنافسة الخجولة قاريا!!.
التاريخ يقول إن منتخبنا ينجح مع المدرب الوطني ثم مع المدرب المغمور، أما المدرب العالمي أو المشهور فإنه غالبا يفشل فشلا ذريعا ولهذا أتمنى أن يكون خبر التعاقد مع السيد (بيلسا) غير صحيح، ولا أرى أننا بحاجة إلى مدرب عالمي بل إلى مدرب أوروبي متمكن وله بصمات مع المنتخبات فئة الوسط كالمنتخبات الأفريقية والآسيوية ومن الدول ذات السجل التدريبي المعروف مثل البرتغال والتشيك ودول وسط أوروبا.
إنني أتمنى على القيادة الرياضية التدخل إذا كان هذا الأمر صحيحا، وأن العقد إذا تجاوز أربعة ملايين يورو سنويا يعتبر مبلغا كبيرا جدا، ومع ذلك من الممكن أن نقبله كنقاد وإعلاميين ومتخصصين في اللعبة، ولكن أن يتجاوز الأجر السنوي 12 مليون يورو فهذا ما يجب أن يتم إيقافه.
وإذا كان هذا المبلغ متوفرا فعلا فيجب البدء في إنشاء أكاديمية لتخريج المدربين المحترفين أو للصرف على تطوير الأنظمة واللوائح أو بناء مقر مستقل حديث يليق باتحاد الكرة، أو إرسال عدد من الشباب السعودي للدراسة في دورات تخ    صصية في مجال اللعبة كالإدارة والتسويق والاحتراف وغيرها.
ورغم أهمية الجولة الحالية لدوري أبطال آسيا ودوري جميل، إلا أن تسرب خبر قيمة التعاقد مع المدرب الجديد للمنتخب الوطني أخذ حيزا وأهمية وأصبح الخبر الأكثر انتشارا في تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي كافة.
وعلى صعيد مختلف، تابعت مباراتي الوحدة والنهضة وكذلك القادسية والرياض في دوري الدرجة الأولى، ورغم قساوة بقاء الاتفاق موسما آخر في الدرجة الأولى إلا أن اقتراب عودة الوحدة والقادسية للدوري الممتاز أمر يستحق الإعجاب لأهمية الفريقين في خارطة كرة القدم السعودية تاريخيا وفنيا كمصدرين لمعظم مواهب كرة القدم في المملكة.