الخرطوم: زاهر البشير

أشادت الصحف السودانية بقرار حكومة الرئيس عمر البشير المشاركة في عاصفة الحزم التي تشنها المملكة العربية ودول الائتلاف العربي على الحوثيين، مشيرة إلى أن القرار اتسم بالصدقية والصواب، واكتسب تأييد الشعب السوداني، لأنه أعاد بلادهم إلى الحضن العربي مرة أخرى، بعد أن كان تقارب الحكومة مع إيران خلال الفترة الماضية يسبب هاجسا، ولم ينل رضا معظم السودانيين، الذين رأوا فيه تهديدا للنسيج المجتمعي للسودان، الذي ظل على مدار تاريخه مجتمعا سنيا محافظا، إلا أن التغول الإيراني سعى إلى تهديد ذلك النسيج عبر ممارسات مرفوضة.
وقال الخبير الاستراتيجي والمفكر السوداني حسن مكي، في تصريحات صحفية إن الأحداث في اليمن وإن كانت تطورا لم يرغب فيه أحد، إلا أنها مثلت فرصة للسودانيين للعودة إلى عمقهم الاستراتيجي الأزلي، وقال الحمد لله أن السودان عاد وأصبح جزءا من التحالف العربي. وعن مستقبل العلاقات السودانية الإيرانية، قال العلاقة مع إيران أصلا متوترة، وهي ليست استراتيجية، لذلك أوضحت الخرطوم موقفها، وأن علاقتها الاستراتيجية يجب أن تكون مع الدول العربية والخليج.
واستدل مكي بتصريح للرئيس البشير في حوار سابق، عقب إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، وطرد الملحق الثقافي، حينما قال لا أعتقد أن هناك أي ملمح استراتيجي في هذه العلاقة. ودعني أعطيك مثالا واحدا، فبعد انفصال جنوب السودان مررنا بأزمة اقتصادية يمكن وصفها بالصدمة الاقتصادية، وكثير من الدول وقفت إلى جانبنا وساعدتنا في مقدمتها المملكة العربية السعودية، من دون أن نتلقى من إيران أي مساعدات. ولا دولارا واحدا، إذ كانت كلها وعود لم تنفذ منها شيئا، لذلك لا يوجد أي مظهر لعلاقة استراتيجية لنا مع إيران.
بدوره، قال الصحفي السوداني محمد الصادق إن السودان هو جزء من منظومة أمنية واقتصادية واستراتيجية عربية، وهذا الواقع تحكمه عناصر عدة، في مقدمها عوامل اللغة والدين والعرق والقرب الجغرافي والمصير المشترك، ووقفت الدول العربية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، إلى جانب السودان في كثير من المواقف، حتى في الأوقات التي شهدت ركودا في العلاقات، لم تتوقف المساعدات الخليجية والسعودية للسودان، وظلت العلاقات بين الشعوب العربية والسودانيين دافئة، حيث لم يتعرض أي سوداني لمضايقة، حتى خلال حرب الخليج الثانية. لذلك فإن عودة السودان إلى حضنه العربي تمثل بشارة فأل للسودانيين.
وعن مستقبل العلاقات مع إيران، قال الصادق ليست لدى السودان أي مصالح تربطه مع إيران، والسودانيون يدركون أن طهران لم ترد من علاقاتها معهم في السابق سوى الحصول على منفذ بحري على البحر الأحمر. كما أن كل مساعداتها التي تقدمت بها لم تكن موجهة نحو تعزيز التنمية، بل كانت مساعدات عسكرية لا تهدف سوى لتأجيج الحروب بين السودانيين.
وأضاف عندما تبدأ حسابات دفع الثمن كنتاج لاحتمال فقدان السودان لعلاقته مع إيران، يجب أن نقرأ حجم التعاون بين البلدين. فمن الناحية الاقتصادية، يرى الخبراء أن حجم التعاون ضعيف والميزان التجاري يميل لمصلحة إيران، حيث لا توجد صادرات سودانية لإيران.