نعم وبكل بساطة دعك من متابعة الآخرين! لماذا؟ لأننا ومع تزايد استخدامنا لوسائل الاتصال التقليدية، ثم قنوات التواصل الاجتماعي، أصبح يومنا -القصير أصلا- موزعا ما بين إنجاز أعمالنا وما بين متابعة ما يفعله الآخرون في حياتهم!
وللأسف، هذه المتابعة اللصيقة للآخرين تتحول مع مرور الوقت إلى إدمان يومي يكاد يطغى على تفاصيل حياتنا، فضلا عن أثرها السلبي على الحالة النفسية للمتابع نفسه. فحياة الآخرين الحقيقية ليست جميلة ورائعة كما تبدو لنا، وبالذات إذا كانت تنقل لنا عبر قنوات الاتصال الاجتماعي كـتويتر الذي يتنافس الجميع فيه على المثالية والمواقف الإيجابية، أو إنستقرام الذي تطغى فيه صور الهياط والتفاصيل المنمّقة دون إغفال أننا غالبا ما نطلع على الجانب الإيجابي من حياة من نتابعهم دون أن ندرك ما يواجههم من عقبات مزعجة أو سلبيات منفّرة، فيمسي البعض يمني نفسه بمثل هذه الحياة الرغدة دون أن يدرك أنها كما حياة غالب الناس، بها مطبات ومصائب قد تكون أقسى مما يواجهه هو في واقع يومه.
وها هو الـسنابشات ينضم حديثا إلى جوقة التواصل الاجتماعي ليلتهم مزيدا من ساعات اليوم في متابعة ما يفعله الآخرون، ولعلي هنا أكاد أجزم أن إبحارنا اليومي في شبكات التواصل الاجتماعي قد يتجاوز الثلاث إلى الأربع ساعات دون أي فائدة تذكر، لأن المحتوى المعروض فقير ودون أي هدف سوى البقاء على الاتصال دوما.
ولكن ماذا لو قضينا تلك الساعات فيما ينفع؟ أو على الأقل فيما لا يمنحنا شعورا بالتعاسة أو اليأس؟
أعتقد أننا سنجد –بالتأكيد- وقتا إضافيا لصفاء أروحنا وتنمية مهاراتنا وتعميق علاقتنا بمن نحبهم ونهتم بهم. فقط كل ما يحتاجه الأمر منا هو أن نبتعد قليلا -ولو بالتدريج- من هذا الإدمان. وحتما سنحس بالفرق خلال فترة قصيرة.