لا أعلم ما هي الفائدة الحقيقية التي جنيناها من إقامة مباراة ودية دولية (بدون نفس) وكأننا مغصوبون لكي نلعب في أيام الفيفا، أو قد يعتقد البعض أن المنتخبات يجب أن تلعب في أيام الفيفا لأن أغلب مباريات منتخبنا الودية في العامين الماضيين كانت في أوقات سيئة ومع منتخبات لا تفيدنا بشيء.
ودية الأردن الدولية أول من أمس لم تضف لمنتخبنا أي شيء سوى زيادة مصروفات نثريات فهي غير ذات قيمة إعلامية أو فنية في تسويق المنتخب لأننا نحتاج أن نلعب مع منتخبات مصنفة في فئة الخمسين الأولى، وهي بالتالي لن تفيدنا كثيرا في رفع التصنيف الشهري سوى مركز أو اثنين، وهي زيادة إرهاق للاعبين الذين هم أصلا مرهقون، حسب ما نسمعه منهم.
إذا كانت هذه المباراة أقيمت كما ذكر أحد مسؤولي المنتخب لكي لا نبقى فترة طويلة بدون تجمع، فهذا سبب ساذج جدا وغير مسؤول ويدل على عدم فهم واستيعاب أيام الفيفا ومفهوم المباريات الودية الدولية من حيث الانسجام والاستقرار والمحافظة على رتم الفريق وإعطاء الفرصة لنجم أو اثنين لتقديم ما لديهم بالإضافة للتسويق الإعلامي والفني والحضور الدولي كرويا.
الأمر الآخر لماذا أقيمت في أخر أيام المهلة المتاحة للعب المباريات الدولية التي تمتد من 23 وحتى 31 مارس؟ لماذا لم تلعب في 26 أو 27 أو 28 وإعطاء اللاعبين مزيدا من الراحة، وأيضا كون الدوري في أهم مراحلة ومنعطفاته ووجود اللاعبين مع أنديتهم في هذه الفترة من الناحية الفنية أهم من وجودهم مع المنتخب؟
لو أن هذه المباراة المهمة والتاريخية مع المنتخب الأردني الشقيق كانت مجدولة منذ فترة وتم الارتباط عليها قبل تكليف المدرب فيصل البدين كمدرب مؤقت للفترة القصيرة الحالية في أيام الفيفا كما أعلن مسبقا لكان واجبا الالتزام بها ولكن أن يأتي مدربا مؤقتا وقبل أيام الفيفا بأسبوع أو اثنين ويقرر أن نلعب مباراة ودية دولية هكذا بدون مناسبة وفي أيام مهمة من مسيرة الدوري فهذا يحتاج إلى تفسير.
لقد ألغى المنتخب الألماني مشاركة مهمة له في بطولة القارات الرسمية عام 1997 في الرياض كبطل لأوروبا وذلك بسبب تعارض البطولة مع آخر مباراتين في الدوري الألماني! لم يشارك في بطولة رسمية للفيفا وجاء بديلا عنه ثاني أوروبا منتخب التشيك..!
أكبر مشاكل اتحاد كرة القدم وهي كثيرة عدم وجود رؤية واضحة (استراتيجية) للعمل الفني للمنتخبات بكل فئاتها والعملية كما يقولون ماشيه بالبركة وحسب الظروف وكيفما اتفق.
لا تحتاج عزيزي القارئ إلا إلى ضغطة زر والدخول إلى موقع الفيفا والاطلاع على صفحة المنتخبات الدولية وسترى أن الأغلبية لديهم مباريات مبرمجة إلى عام قادم لكل أيام الفيفا المعتمدة خلال الفترة المقبلة ونحن ستكون صفحتنا بيضاء لا تسر الناظرين لأننا بحاجة إلى تنظيم ورؤية وقرار وهو ما نفتقده مع الأسف.