كان سؤالي الافتتاحي بالأمس: هل كانت عاصفة الحزم ضرورة ملحة في الظرف والتوقيت؟ وبالأمس حاولت إجابة السؤال فيما يتعلق بإنقاذ شعب مجاور شقيق من براثن ميليشيا أقلية طائفية تحاول اختطاف شعب عربي تحت غطاء الأرومة الفارسية. واليوم سأجيب عن الشق الثاني من السؤال: سأقول إن عاصفة الحزم ضرورة ملحة في الظرف والتوقيت لحماية الشعب السعودي من الابتزاز والتعريض للخطر.
لا يمكن لدولة مثل المملكة أن تصرف على شعبها ما يقرب من تريليون ريال في شتى مناحي التنمية في العام الواحد ثم تترك هذه المنجزات التنموية التاريخية رهن حمولة 28 طائرة إيرانية تهبط في صنعاء وصعدة في الأسبوع الواحد دون مسافر واحد. لا يمكن لدولة مثل المملكة أن تتجاهل حدودا واسعة مفتوحة بطول 1300 كلم لتجد نفسها في مواجهة المد الفارسي الذي صحا فجأة على ضربة جزاء أمام الحارس السعودي على طول كل تلك المسافة ليسدد ركلته على أي مكان يريده في هذه المساحة الهائلة من الحدود ما بين البلدين. لا يمكن لبلد مثل المملكة أن يتأخر عن عاصفة الحزم ولو لأسبوع واحد ثم يجد نفسه في خطوة متأخرة عن حماية 400 قرية سعودية على حدودها مع اليمن الذي يتكلم اليوم مجرد ترجمة من الفارسية إلى العربية بلسان المتحدث الإيراني الجديد، عبدالملك الحوثي. لا يمكن لدولة مثل المملكة أن تغامر بشعب سعودي أسقته ماء البحر عذبا زلالا حتى تستيقظ على صاروخ مشحون بطائرة إيرانية لضرب أقرب محطة تحلية. لا يمكن لبلد مثل المملكة أن يستثمر ربع موارده الهائلة على شعبه في مجال التعليم ثم يرضخ بعدها لصواريخ الملالي المشحونة بعشر طائرات في الأسبوع الواحد إلى صعدة كي تهدد طلاب ألف مدرسة سعودية في آلاف القرى الحدودية.
والخلاصة أن عاصفة الحزم، وبهذا الاسم الفريد، كانت في الأصل والجوهر لحماية هذه المكتسبات الهائلة من التنمية الداخلية التي صرفت على شعبها الكريم ما يقرب من 30 تريليون ريال في نصف قرن، ولن تترك هذه القيادة السعودية شعبها تحت رحمة ملالي طهران ولا تحت غوريلا المحاربة بالوكالة ولا تحت مغامرات لسان طائفي اسمه عبدالملك الحوثي. هذا البلد لم يبن هذا الجيش العملاق ولم يخلق منه واحدا من أكثر الجيوش التقنية على وجه الأرض إلا لحماية الشبر الأخير من حدود هذا الوطن، وكي تكون كل قرية على الحدود تنعم بالأمن ذاته الذي تعيشه شوارع العاصمة.. غدا نكمل.