أكدوا انعدام الأمن خلال الفترة الماضية.. وأن الضربات هي أولى الخطوات لتحقيق التوازن على الأرض
عمت مظاهر الاستبشار وسط اليمنيين بالتدخل العسكري العربي في بلادهم، وأشار مواطنون إلى أن الضربات التي وجهها سلاح الجو السعودي فجر أمس إلى مواقع الحوثيين ومقاتلي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، هي أولى الخطوات لتحقيق توازن على الأرض، ما يمهد إلى إيجاد أجواء جديدة تمهد الطريق أمام عودة الشرعية إلى البلاد، وتهيئة الأجواء لحوار عادل على أساس المواطنة، بعد ردع المعتدين.
وفي شوارع العاصمة صنعاء، بدت مظاهر الفرحة على محيا المواطنين، بعد أن أحيت العملية العسكرية الأمل في نفوسهم، وأكدت مجموعة منهم استطلعت الوطن آراءهم أن تأخر التدخل الدولي هو الذي أوصل اليمن إلى هذه المرحلة، مستدلين على ذلك بأن الحوثيين مارسوا كل أشكال التعنت مع كل المبادرات السلمية والأصوات التي ناشدتهم الاستجابة إلى صوت العقل، وطرح قضاياهم على طاولة الحوار.
تسلط وظلم
بداية يقول المواطن علي الزايدي الآن يمكن أن نتوقع عودة المسار السلمي للعملية السياسية، بعد التدخل السعودي العربي الذي انتظره الشعب كثيرا، ففي السابق كان الحوثيون يهزأون من الدعوة إلى الحوار، بعد أن انفردوا بعوامل القوة، وظنوا أن بإمكانهم فرض رأيهم عن طريق السلاح، لكنهم سينصاعون قريبا إلى لغة العقل، بعد أن يدركوا أن العالم لن يتفرج عليهم، وهم يغتصبون السلطة ويعيثون في الأرض الفساد.
وأضاف الزايدي أن الشعب اليمني انتظر كثيرا التدخل العربي، بعد أن مثل الوجود الحوثي تهديدا جديا لحياته، وتابع الحوثيون تسلطوا على الشعب، ومارسوا ضده أبشع أنواع الظلم، وكانوا لا يتورعون عن توجيه سلاحهم نحو كل من يتظاهر، حتى ولو بصورة سلمية، للتعبير عن رأيه. كما هددوا الصحفيين بالسجن، وإغلاق الصحف والقنوات الفضائية إذا ما قامت بدورها في نقل الحقيقة.
كابوس الحوثيين
بدوره، يقول الناشط السياسي في صنعاء أحمد ناصر، إن الوجود الحوثي خلال الفترة السابقة مثَّل كابوسا جثم على صدور اليمنيين، وأحال حياتهم إلى خراب، بعد أن توقفت عجلة الإنتاج، وأغلقت المدارس ومؤسسات الدولة، إضافة إلى انعدام الأمن، وقال الفترة الماضية كانت أصعب الفترات في حياة اليمنيين، الذين لم يعرفوا مثلها في تاريخهم، فانعدم الأمن للدرجة التي كان المواطن فيها لا يضمن عودته إلى بيته سالما إذا خرج لأي سبب، حتى ولو لم تكن له علاقة بالسياسة، فالذين أصبحت بأيديهم السلطة في اليمن ليسوا سوى مجموعة من الدهماء والجهلاء الذين لا يجيدون سوى استخدام السلاح واللجوء إلى العنف، لذلك انعدمت لغة التفاهم معهم.
كما أن عجلة الحياة توقفت بشكل شبه كامل، وتعطل الإنتاج، وارتفعت أسعار السلع الرئيسة بصورة لم يسبق لها مثيل.
وتابع ناصر القول: لذلك كان القرار السعودي العربي بالتدخل إلى جانب الشرعية، وحماية المواطن اليمني وصون حياته، بمنزلة فجر أطل على اليمنيين وسط الظلام. وأعتقد أنه قرار صائب سيساعد على إيجاد حل للمشكلة، بعد تجريد المعتدين من عوامل قوتهم، وتوفير الدعم للشرعية.
أمل جديد
من جانبه، يصف الطالب الجامعي سعيد مبارك التدخل العسكري الذي قررت الدول العربية القيام به بأنه أمل جديد لليمنيين، وقال خلال الأشهر الماضية طغى اليأس على النفوس بسبب ما كنا نشهده من تقاعس للمجتمع الدولي عن القيام بواجباته، حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يقوما بما عليهما من دور لردع المعتدين. لكن التحرك العربي والخليجي الأخير أحيا الآمال في عودة الأمور إلى نصابها الصحيح، فالحوثيون لا يتجاوبون مع الدعوات السلمية، ولا يستجيبون إلا للضغوط. لذلك فإن كل اليمنيين على قناعة أن الفترة المقبلة ستشهد تحركا في اتجاه إيجاد حلول للأزمة، بعد أن يرغم العالم الحوثيين على الرجوع إلى مناطقهم وإنهاء احتلالهم لصنعاء وبقية المدن التي احتلوها.