أعتذر أولا لغيابي القصير لظرف شخصي طارئ. ثانيا، وفي قلب عاصفة الحزم سيكون أول الأسئلة وأهمها: هل كانت هذه العاصفة ضرورة، وهل كان لها من بديل؟
والجواب المؤكد: نعم لها ومعها واسأل عن الظرف والتوقيت. ضرورة هذه العاصفة أتت من ظرفين لبلدين متجاورين متزامنين. أولا: هي استجابة لنداء قيادة شرعية منتخبة وبنسبة كاسحة من أصوات الشعب اليمني الشقيق في صناديق الاقتراع، ثم تأتي هذه الغوريلا من الميليشيا الطائفية القليلة، لا لتحتجز رئيس دولة فحسب، بل لتحتجز شعبا بأكمله.
ثانيا: سيقول لي أحدكم، وماذا فعلت السعودية في حالات مشابهة من قبل في رواندا أو الصومال؟ والجواب التلقائي أن عاصفة الحزم في هدفها الاستراتيجي كانت من أجل الأمن القومي لوطن سعودي تمتد حدوده لـ1500 كيلومتر ثم تتركه ليسقط في براثن أقلية طائفية تستقبل من طهران في الأسبوع الماضي 28 رحلة جوية بلا مسافر حقيقي واحد فماذا كان يفعل هذا الجسر الجوي الهائل؟ وحين تسأل عن الظرف والتوقيت لهذه العاصفة فلا مجال لديك إلا أن تؤمن أن عاصمة الحلم والصبر قد انتظرت كثيرا قبل أن تبدأ مرحلة الحسم والحزم في الوقت المناسب. في التوقيت الذي تحولت فيه صعدة إلى شيء يشبه قم وتحولت فيه صنعاء إلى منشور إيراني فارسي خالص وتحول فيه ميناء الحديدة إلى نسخة من ميناء بوشهر في قلب منبع العروبة وشعبها العربي الخالص الأول. عاصفة الحزم كانت ضرورة لإنقاذ العاصمة العربية الرابعة بعد أن سقطت من قبل ثلاث عواصم عربية في فخ الهلال الفارسي. عاصفة الحزم كانت ضرورة وفي التوقيت المناسب كي لا يسيطر الفرس على باب المندب العربي ثم تتحول بعده قناة السويس إلى مجرد بركة ضيقة للسباحة. عاصفة الحزم أولا وأخيرا كانت وجاءت لإنقاذ شعب عربي شقيق من محاولة استعمار فارسي بالوكالة، وعاصفة الحزم جاءت لإنقاذ أصل الجذر العربي وأول مكونات دمه وجينه الأصيل ومسقط رأس لغته العربية الأصيلة. عاصفة الحزم كانت ضرورة ملحة كي لا تتحول صنعاء، مهد العرب ومسقط لسانها العربي إلى مجرد مبنى للترجمة والإملاء بين العرق العربي الأول وبين اللغة الفارسية.. غدا نكمل.