لا يمكن الانتصار في الحروب دون سلاح، وليست الآليات العسكرية وحدها سلاح الحروب، بل الرجال أيضا سلاح، والإعلام سلاح والثقة سلاح.. إذا اجتمعت حل النصر بإذن الله.
السعودية وحلفاؤها العشرة يملكون السلاح وأبناؤهم رجال ولديهم ثقة في الحق.. بقي الإعلام الذي لو أرادوه فهو موجود إلا أن المواطن العربي الأصيل الذي لا يحب الظلم، ويكره الظالمين كفاهم هذا الجهد فوقف بقلمه ولسانه وتغريداته.
أنتم شهود الله في الأرض.. وتويتر كان سجل التأييد العالمي لعاصفة الحزم التي جاءت نصرة للجارة اليمن حكومة وشعبا من ظلم الظالم الذي يعتدي على وطنه طاعة لسيده البعيد الذي لم يعد طمعه وعبثه خافيا على أحد، فكانت أول 12 ساعة بعد بداية عاصفة الحزم، عاصفة إلكترونية شهدت تدوين 3 ملايين تغريدة في هاشتاقات العاصفة، كما أن الإعلام تحول إلى ساحة الحرب وقدم خلال يومين أكثر من 7 آلاف تغطية صحفية في أكثر من 2700 قناة وصحيفة أجنبية، كما نقلت الوطن أمس، وهذه ميزة الحق، الكل يقف معه ويؤيده ويناصره، ولو في أقل الأحوال بكشف الحقيقة ونقل الصدق.
في الحرب لا يمكن أن يكون الحياد فضيلة لا في الإعلام وفي أحاديث المجالس إلا حين تكون الحرب بين شر وشر، كما كتب غازي القصيبي، رحمة الله عليه، أول مقالات زاويته في عين العاصفة في الشرق الأوسط أثناء غزو العراق للكويت، عمن يقفون بين الصفين، واختار له عنوان المحايدون.
غازي القصيبي حين كتب عن غزو الكويت لم يبدأ بالمعتدي؛ لأنه بين، بل بدأ عاصفته الصحفية بـالمحايدين فقال: قد يكون الحياد أعنف أنواع التدخل وأخطرها وأقل المواقف أخلاقية وأكثرها انتهازية.. كيف؟ عندما تشهد ماردا يقتل طفلا وتعلن أنك على الحياد، فإنك قد قررت بإعلانك هذا أن تقف مع المارد ضد الطفل، وعندما تشهد إنسانا يحمل تنكة كيروسين وعود ثقاب ويتجه إلى مسجد ليحرقه وتعلن أنك على الحياد، فقد قررت بإعلانك هذا أن تقف مع مرتكب الجريمة ضد المسجد....
ولخص قضية الحياد فقال: الحياد فضيلة عندما تكون المعركة بين شر وشر، ولكنه رذيلة عندما تكون المعركة بين حق وباطل.. الحياد ذكاء عندما يكون الصراع بين ظالم وظالم، ولكنه حمق عندما يكون الصراع بين ظالم ومظلوم...