الدمام: يوسف الحربي


أنا رجل من لحم ودم، حسي في كتاباتي، اهتم بالصورة التي أشاهدها، هناك قصائد شعرية بأسماء أشخاص، أصحاب، معارف، أقلل من الوصف والاستعارات الشعرية، بهذه الكلمات تحدث الشاعر السوري منذر مصري إلى الوطن خلال أمسيته الشعرية داكن التي قدمها لبيت الشعر بجمعية الثقافة والفنون في الدمام، أول من أمس، وأدارها الشاعر عبدالله السفر.
ويقول منذر عن التجربة الشعرية السعودية إن التجربة تمتلك خصائص مهمة، فقصيدة النثر السعودية بزغت بأسماء مهمة، رغم أن هناك أصوات بأن الأدب السعودي حديث والسائد به هو الشعر الشعبي، مشيراً إلى أن الشعر العربي وصل إلى العالمية.
وعن ديوانه داكن الذي أسمى الأمسية به، قال طبع ومنع عام 1989، ما جعلني أعيد طباعته بعد 25 سنة، لنوع القصيدة المكتوبة وقتها، مستفيدا وقتها من المنع بالشهرة لاسمه كشاعر، وهو كتاب معتم، فقد كانت الحياة صعبة في تلك الفترة في سورية، فيه صور زائدة واستسلام لمزاج ليس مزاجه كما يقول.
ومن هذا الديوان قرأ بينما كنت لا أفعل شيئاً
رحت أحاول كتابة هذه القصيدة/عن لا شيء أفكر به / رحت أكتب هذه القصيدة / لا شيء أمامي على الطاولة / لا شيء في يدي / لا شيء على حافة فمي / بينما كنت لا أفعل شيئاً / كان الليل يوشك أن ينقضي / وكانت السماء / قد أضاء خدها الشرقي / دم معدني / نعم... أستطيع القول / دم أحمر معدني.
قال عنه مدير الأمسية الشاعر عبدالله السفر منذ أكثر من أربعين عاما كتب منذر مصري هذا النص يضع حصاة في جيبه، ليتذكر، ويربط خيطا بإصبعه، ليعرف كيف يعود، حتى فاضت بالحصى جيوبه، وتشابكت أصابعه بالخيوط، يفشي فيه ضياعه الخاص وتشرده المخصوص بين حقول الشعر وبين بريّة الحياة، نافرا من السقوف وعن الظلال.
يذكر أنه صدر للمصري 12 إصدارا منها آمال شاقة، بشر وتواريخ وأمكنة، مزهرية على هيئة قبضة يد، لأني لست شخصا آخر، الصدى الذي أخطأ.